اسم الرواية : جثة في الميناء
اسم الكاتبة : هند فوغاني
عدد الصفحات : ١٦٩
صادرة عن دار : إبهار للنشر والتوزيع
_ما بعد المقدمة وجدت بداية غريبة للرواية فعادةً ما تبدأ الرواية بمقدمة ثم تتوالى أحداث الرواية لكن في هذه الرواية بدأت بمشهد بعنوان النهاية لضابط يعثر علي بقايا جثة في حاوية من الحاويات الموجودة بالميناء فيبلغ الجهات بهذة الواقعة فوراً.
_ثم ننتقل بعد ذلك لبداية الأحداث في فبراير عام ٢٠٠٩، سعيد شاب لديه أسرة صغيرة مكونه من زوجه و طفل، يعمل مشرف علي عمليات التحميل و التفريغ لحاويات البضائع في ميناء بورسعيد، تدفعه ظروفة المادية الصعبه علي الإقدام علي قرار سيفسد حياته بالكامل، فقد أغواه صديقة في العمل وهدان للتعاون معه في تهريب بضائع بطريقة غير قانونية لكي يتخلص من ديونه.
_ ثم ننتقل في الفصل التالي إلي أحداث تدور في زمن مختلف ١٩٦٨ في إحدى المستشفيات حيث نجد عائلة متولي الخولي منتظرة قدوم وريثهم الأول الذي يقررون تسميته مراد يعيش مراد سنواته الأولى في كنف عائلته المحبه له و المحفوفة بالدفىء الأُسرى و الهدوء إلي أن تصبح والدة تحمل في أحشائها وليدها الثاني و الذي منذ لحظاته الأولى في الحياة أخذ كل الإهتمام و الرعايه من أخيه الأكبر مراد الذي يبلغ من العمر خمس سنوات فتبدأ بوادر الغيرة في قلب مراد تجاه أخيه الأصغر قد يبدو الأمر من الوهله الأولى طبيعي جدا و لكن من يدرى فقد تحول حياه الأسرى بأكملها في المستقبل و تفرقهم.
_ يا تُرى ما علاقة الجثة التي تم إكتشافها في الميناء ب سعيد و أسرته و أسرة متولي الخولي و ما الرابط الذي قد يجمع هولاء الأشخاص ببعضهم البعض؟
_الغلاف هادى و بسيط يُعبر عن الميناء مكان إكتشاف الجثة وهو إحدى الأماكن الرئيسيه في الرواية.
_ جاءت اللغة فصحى بسيطة و سلسة سرداً وحواراً مع تخلل السرد بعض العبارات العامية التي نوهت عنها الكاتبة في مقدمة الرواية بأنها وجدت إدراجها في الرواية يوصل المعني بدقة، لم أشعر بالإنزعاج من تلك النقطة.
_ أسهبت الكاتبة في السرد عن كل شخصية من شخصيات الرواية و علاقته بأفراد أسرته و طفولته و ذلك عمل علي توضيح الجانب النفسي لهم كما أن الكاتبه نوهت عن ذلك أيضا منذ البداية و لم أسعر بالملل من ذلك لكون اللغة و السرد جيدان.
_ كثرة الشخصيات في الرواية و تجلى ذلك في ظهور شخصيات جديدة في العمل و صفحاته شارفت علي الانتهاء و لكن جميعهم كان فيما بينهم ترابط و بين الأحداث.
_ الحبكة لم تكن متقنة فتوقعت الكثير من الأحداث و إفتقار الرواية لعنصر الغموض و التشويق الذي وجوده يكون أساسيا لا غنى عنه في الروايات البوليسية و الغموض التي صُنفت الرواية منه لكني لم أجده بها.
_ وجدت الرواية تصنف كرواية إجتماعيه بشكل أكبر بكثير فهي ألقت الضوء علي عدة قضايا إجتماعيه مختلفة ضيق المعيشه علي الفقراء و أثر صحبه السوء و ما قد تفعله بحياة الشخص فتلقى به في براثن الفساد و الضياع، الغيرة التي تنشب بين الإخوه بسبب التفرقه في المعامله، شعور الطفل الأكبر بالغيرة من أخوة الأصغر، ما تفعله قسوة الأباء بأبنائهم، الغرور و حب لفت الإنتباه، فساد الأطباء و إنتزاع الإنسانيه منهم، الغدر و الخيانة، التجارة بالأعضاء.
_ اقتباس
"الشتاء يعطينا فرصة للتقرب أكثر من الأحباب، حيث يجمعنا البعد عن البرودة في جلسات دافئة أمام المدفأة، و نستعيد فيه ذكريات لحظات جميلة تجمعنا و تجعل العلاقات أكثر قوة و ترابطاّ".