أنتم في نهاية المطاف مجرد حلقة في سلسال الخلق منذ آدم عليه السلام، ذلك الذي طرده الرب من جنته؛ لأنه طاوع حواء، تلك التي طاوعت الحية فحق عليها وعليه وعلينا القول، وما زلنا بسبب عصيانهما نسعَى في أركان تلك الأرض القاسية نادمين، وفي الأرض جنة الإنسان وفيها الجحيم، باختياره وحده يكون لولا جحيم الآخرين، بذلك تكلم الرجل من بلاد الفرنجة وأوصانا فأخذنا منه الحكمة عسلًا صافيًا وتركنا له سُمَّ الأفعى في قاع نفس الإناء، وتأكدت الدنيا من براعتنا، وبفضله سوف نرقى.
كفر عسكر 8 - عاشق تراب الأرض
نبذة عن الرواية
لم تكن واحدة من المصادفات التي رأيتها في ميدان التحرير أيام الضراوة الوافدة من تحت الأرض، تمتطي الجِمال والخَيل والبِغال، وتتصدَّى لشعب أعزل خرج يطالب بحقوق انتزعوها منه عبر سنوات طالت وطالت، ميدان التحرير بؤرة توحي بالكثير، وقد حاولتُ أن أعبِّر عن عُنفوان المدينة في ميدان التحرير الذي تأملتُه كثيرًا قبل كتابة مجموعة قصص تحت عنوان «النبش في الدماغ» في أواخر الستينيات، كان ميدان التحرير خلال السنوات الفائتة جسرًا وبؤرةً وقدرةً على لملمة الكل لرفض الانكسار وإعلان الإصرار على مواصلة المشوار، وأحيانًا يتجمَّعون لوداع مَنْ يستحق من شعبنا دموعَ الوداع، لعل ما جرَى بميدان التحرير، أو بميادين التحرير التي ظهرت في المدن الكبيرة والصغيرة وحتى بعض القرَى، ميادين تحرير لم تخطر على الخيال لكنها كانت تتزايد بعناد وشرف، لعلها لم تكن أكثر من عبارة قالها رجل مصري في خمسينات أو ستينات العمر، أصابته ضربة أو ضربات عشوائية فسقط أمام المتحف المصري، وحاول الشباب مساعدته للنهوض والإنقاذ، لكنه رفض بعناد وتشبث بالأرض، وبملابسه المتواضعة يتمدد وبكفيه يتحسس ترابها ويمنحه للبدن والرأس والوجه وكل الأطراف المتاحة، وصرختُه تهز الميدان وترجف القلوب العابرة، تدفع الشباب ليواصلوا مشوارهم، بينما الرجل ينادي تراب الأرض: ترابك يا مصر، ترابك يا مصر. وعبارته تتردد بإصرار، ويتباعد صوته ويواصل نداءه لمصرنا ليشهد الدنيا بأنها جديرة بكل عطاء، بترابها ونيلها وشبابها وشرف ثورتها. هل كان من الممكن أن نخذله ونتنازل عن دعوته لنا بأن نحترم ونعشق تراب الأرض؟التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 238 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-87148-8-3
- كتوبيا للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًا
36 مشاركة
اقتباسات من رواية كفر عسكر 8 - عاشق تراب الأرض
مشاركة من hazem el sheikh
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Karim Refaat
عاشق تراب الأرض
الكتاب الثامن من سلسلة كفر عسكر.
مجموعة من الحكايات والقصص المختلفة التي يربطها عشق الأرض والحنين إليها والبحث الدائم عنها وعن حضن الأم والعائلة والجذور.
تبدو الحكايات غير مترابطة وغير متتابعة لكنها أشبه بلعبة "البازل" نقوم بتجميع أجزائها حتى نحصل على صورة كاملة وواضحة.
لغة الرواية ثرية بمقاطع ومصطلحات جذابة وراقية، والأحداث تتشعب لتخرج من إطار قرية كفر عسكر والصراع على أرضها إلى صراع أكبر على أرض الوطن كله وحقوقنا المسلوبة فيه على مر السنين.