اقتباسات من رواية بعث باكر عن موعده

الأمطار دائمًا تلطف الأجواء الصعبة التي نعيشها..

السماء ارتفع فيها القمر بلون أحمر دامي نادر الحدوث، وعلى حسب حالتك تراه. فهناك اثنان متحابين يرون هذا القمر الأحمر وكأنه خلفية رومانسية لما يشعروه ويقولوه، وهناك من فقد عزيز فيرى القمر أحمر حزينًا داميًا من فرط الألم، وهناك من يراه فأل سيئ ومن يراه فأل حسن وهناك من لا يعلم بوجوده وهناك من ينتظره.

وأكملت عملية التحنيط التي أتقنها، فأخرجت دماغهم من أنوفهم، وفتحت صدورهم من الجانب الأيسر لنزع رئتهم وقلبهم ولحوم جانبهم - الكلى- وبعد غسل قلبه وتعطيره أرجعته مكانه، هكذا يحنط الملوك، أما من هم كأمثالنا فليس هناك داعي من وضع القلب مرة أخرى و كأن الملوك سيبعثون و نحن لا .

انا عامل من عمال التحنيط بالقطاع الغربي للقصر الملكي، اسمي جيكي حور أكتب هذه الرسالة لأشرح، من هؤلاء الراقدين في بيتي و كيف وصلوا هناك.

كنت على رأس المجموعة التي تسير خلف الجيش، و عند وصولهم لحافة الماء التي ليس لها آخر، توقفنا نحن مجموعة التحنيط بمنأى عنهم، لنشاهد. لن يُمحى ذلك المنظر من عيني ما حييت، عندما اعطى رئيس القوم ظهره لملكنا المعظم بان رع حوتب و جيشه، مواجها المياه ناظرا للسماء متمتما ببعض صلواته نقلت الرياح صفيرها، ثم بقوة يقينية ضرب طرف المياه بعصاه، فانفلقت نصفين عظيمين واقفين، كل نصف أعلى من قمة جبل (اوسر ماعت رع) حتى ان النور قد اختفى و اظلمت الدنيا علينا جميعا و كأن وحش ينهض من رماده.. كان أمرا لو تعلمون عظيما بحق جميع الاله.. دخل القوم الهاربين بين دفتي البحر القائمين، و من خلفهم دخل جيشنا المسكين الذين لم يكونوا بالسرعة الكافية للحاق بهم، لمعداتهم و عرباتهم الثقيلة.. بدون مقدمات تراجعت الماء هابطة لحالتها الأولى بقوة ملتهمه كل قومي في بطنها.

هل كنت حزينا؟ بالعكس أنا أكرههم كلهم، فمكنونتي لا تقبل توارث اولئك القوم مصرنا و ناسها، ابن بعد ابن و كأنها لعبة اشتراها لهم الرب بعقود ملكية دائمة.