مقدمه:
فى أول تجربة قراءة للكاتبة ، ومع الشكوك التى تساورني كالمعتاد مع أي قلم أدبي جديد - خاصة فى مجال ادب الرعب - ذهبت فى رحلة داخل بيت الورد. اسم يبدو شاعرياً بكل تأكيد وقد لا يوحي بمحتوى الرواية لكن من قال ان الرعب لا يأتي من المشاعر الانسانية ؟ بل دعني أؤكد لك أن اشد وأقسى أنواع الرعب تأتي من مشاعر الشر الكامن فى النفوس حتى لو بدت الصورة رومانسية على السطح.
- هيا بنا نخوض تجربة رعب داخل بيت ملىء بالمشاعر والاحاسيس والورد و.. الشر.
---------------
فى البداية هيا نعدد مزايا الرواية التى اعترف أنها فاجأتني على غير المتوقع:
السرد:
أهم ما يميز هذه الرواية هو السرد بكل تأكيد. سرد حالم ، سلس ، يأخذك من النقيض للنقيض. تارة انت تعيش صورة حالمة ، شاعرية ثم تجد نفسك وسط شر مستطير !!. الكاتبة نجحت جداً فى أن تجعلك تعيش حالة وعكسها. كذلك تلاعبت الكاتبة بالقارىء بطريقة الفلاش باك فى عدة مواطن داخل الرواية وكانت موفقة جداً. نقطة مهمة اثارت اعجابي.
الوصف:
وصف الاماكن والبيئة هو ثان نقطة لفتت انتباهي. وصف البيت محل الاحداث ومحتوياته ، وصف البيئة المحيطة بالشخصيات الخ كان مميز جداً.
الحبكة:
قد تبدو الثيمة الأساسية خاصة ببيت ما مُعبأ بشر كامن بين جنباته ثيمة شهيرة لكن لنغوص معاً داخل الحبكة وتفاصيلها. هنا ما يميز كاتب عن غيره. الكاتبة قدمت توليفة مركزة من الرعب الخام والأصلي المتمثل فى الشر الكامن فى النفوس. الشر الذي يحرك الجميع مهما بدا عكس ذلك من طيبة وشاعرية وبراءة مزيفة.
بالنسبة لي هذه النقاط الثلاث هي محور اعجابي بالرواية ككل. على صعيد الشخصيات ، قدمت الكاتبة شخصيات تحمل داخلها النقيضين رغم ما يظهر على السطح. بمرور الاحداث تكتشف ان غالبيتهم ليسوا ابرياء والشر الكامن فى النفوس هو محور اجتماعهم داخل هذا البيت الغامض وهو محركهم الأساسي.
جاءت النهاية وتفسير الأمور الغامضة على مستوى الحدث والختام كان مميز بكل تأكيد ويتيح لك رؤية الأمور طبقاً لما استخلصته من هذه التجربة المثيرة.
بيت الورد يحمل لك ٥ رسائل من جهنم فهل ستحسن الفهم ، أم أن الشر الكامن بداخلك أقوى وأكثر تأثيراً ؟!
فى رأيي الشخصي هذه الرواية لم أكن اتوقع ان تكون بهذا القدر الكبير من الجمال ولم يكن سقف توقعاتي عالياً قبل البدء فى قرائتها لكن خابت توقعاتي هذه المره وانتزعت مني العلامة الكاملة.
فى انتظار خوض تجارب أدبية أخرى للكاتبة ان شاء الله.