حكايات المدندش
الكتاب الثالث من سلسلة كفر عسكر
على لسان حسنين المدندش طبال الكفر وزماره ورداحه وندابه وحافظ أسراره، هو المدندش التاسع في سلالة المدندشين، رجل بسيط على الحياد لا ينتمي لأولاد عوف ولا لأولاد شلبي يعيش على هامش الحياة في كفر عسكر، لا يمتلك المال ولا العائلة المعمول حسابها لكنه غني بالحكايات والتجارب والأصل الطيب.
المدندش غير معني بالصراع بين أولاد عوف وأولاد شلبي -رغم ظهور الصراع في خلفية الأحداث- لكنه بالأساس يحكي عن نفسه عن حياته عن كفر عسكر، عن صعود المادة والقرش البراني وتراجع القيمة والقرش المحلي، صعود الشر والخسة وتراجع الخير والأمانة، صعود أسافل الناس وتراجع أبناء الأصول.
أعجبتني حكاية النسافة ورمزية صعودها وامتلاكها للبيت ولأرض العوايفة ونسفها للدار والعائلة كما تنسف الحبوب.
حكاية المغدور أعطت عمقا أكبر لقصة سيد عوف وأسباب مقتله والتآمر عليه.
حكاية سلمان تبدو كقصة صعود من القاع للقمة لكنها كاشفة لكيفية الصعود في الزمن الحالي، صعود على أكتاف البسطاء والمهمشين حتى لو كانوا أكثر وعيا وشرفا ونقاء.