🟨 الموضوع : مراجعة رواية
🟪 العمل : في ملء الزمان
🟨 التصنيف : إجتماعي ــ نفسي ــ درامي
🟧 الكاتبة : مروه عطيه
🟦 الصفحات : 284
🟩 الناشر : دار إبهار للنشر والتوزيع
🟨 الغلاف : محمد علي
🟦 سنة النشر: 2024
🟥 التقييم :⭐⭐⭐⭐
📝 نبذة تشويقية 📝
أن تكتب الكاتبة .. عن الكتابة ، عن حلوها ومرها ، عن أوجاعها وآلامها ، عن محاسنها و سواءتها ، عن خيرها وشرها ؛ لهو أمر جلل ، وخطب ليس باليسير ،
أن تفتح أمامك الباب لترى ما يدور في هذا الوسط ـ ولو بصورة بسيطة ـ تكشف إليك .. ما به من الخير ، وماعليه من الشر ، ما له من الفضل وما يفتقده من العدل ، ما يؤتيه من ثمار وما يسلبه من أنوار .
بين تلك السطور القليلة تجد عالماً كبيراً ، فترى فيها الشيء ونقيضه.. ترى الألم والسرور ، والخير والشرور ، ترى الفقد والحصول ، والرفض والقبول ، ترى الرغبة والامتناع ، الحرمان والاشباع ، ترى الكبوة والإِفاقة ، والدماء المراقة.
فيها سرت سابحاً في ملكوت البيان .. فيها سرت سارحاً في الجمال والمعانِ .. كما لو دخلت جنة ، وقطفت من أشجارها وقد دنت قطوفها ، وتباعدت أغوارها .. فأسكرت الروح ، ما أشبع الفؤاد ، ما ضمد الجروح وحقق المراد .. ما أطيب الثمار ما أروع المسار .. ما ما أبلغ التشبيه في قلب الحوار .. ما أكلح الظلام في زمرة النهار .
بريشة فنان كلاسيكي مبدع ؛ رُسمت هذه اللوحة ، التي جعلتنا نشعر باللذة بغير إسفاف .. نرى المتعه بلا إتلاف .. نسمع القذائف بلا تجريح ، نشاهد الحميميه بلا توضيح ، تعيش الرعب بلا تكلف أو امتقاع .. قتل وذبح وظلمات من تحت القناع .
فيها الحزن مسلـوب الدموع
يخطو فوق سلطــــان الهوى
فيها الليل في ضوء الشموع
وجاء القهـــــــر يحمله الأمل
📝 نبذة تعريفية 📝
تبدأ الرواية بالحديث عن ذلك الكاتب المشهور ، والمؤلف العبقري ، الذي تحولت أكثر أعماله إلى أعمال سينمائية ومسرحية ضخمة ، هذا الكاتب الذي فقد قلمه ، فلم يعد يستطيع البذل والعطاء ، فترة طويلة من الزمن ، جادت عليه الأفكار ، وضنت عليه الكتابة ..
ثم ها هو يعيش في نار الحرمان ، والمطالبة بالجديد من ناشره وجمهوره ، الأمر الذي حدا به إلى استقصاء أي علاج ، أو دليل لخروجه من سجن الكتابة ، الذي كان يوما ما هو مأموره
ثم تنتقل بنا إلى تلك الكاتبة الشابة ، البسيطة شكلا وفكراً ، والقليلة عطاءاً وذكراً ، هذه الكاتبة التي تجد نفسها بين ليلة وضحاها في مقدمة هذا الوسط ، بديوان شعر هش ، ورواية أهش .. الأمر الذي يحدو بها إلى التنصل من العادات والتقاليد الإجتماعية منها والدينية ، نحو مزيد من الشهرة ، والوصول إلى الى القمة ، أيّاً كانت هذه القمة.
ثم تظهر لنا من هذا البعد القريب تلك المفكرة والكاتبة الأريبة ، ذات الآراء الغريبة ، هذه المتحررة من الثوابت والضوابط والفنون ، بل من روح الكتاب ، ومن أكثر الثياب ، والتي بهذا التحرر بالغ السوء ، عمت شهرتها الآفاق ، وتناقل سيرتها الصادق والأفَّـاق .. ثم بهذا الخيط الرفيع الدقيق ، تحبك هذه القصص بعضها ببعض ، حيث لقاءات وندوات .. تجمع المشهور بالمغمور، والإيمان بالشيطان ، وتنتهي بلقاء بين الكاتب مسلوب الإردة مطموس القلم ، وتلك المفكرة المتحررة من الثياب والمِلل..
تنقلب الأمور رأساً على عقب ، يولد الهياج ويثور الغضب ، يتعكر المزاج ويفور الأدب .. تبدأ بإعجاب من الجانبين ، ورغبة في التواصل والتوصل إلى لقاء قريب ، يتوسط هذا اللقاء غريب الأطوار، سريع المسار الممتلئ بالرغبة ، والترك والحب والكره ، والإثارة والخمول ، ثم ينتهي بلقاء هو الحياة والعودة إلى الزمان ، أو ربما هو الموت وينتهي ما كان .
📝 اللغة ( السرد ـ الحوار)📝
بلغة عربية ﴿فصيحة - صحيحة - صريحة - مليحة ) كتبت تلك الرواية ، تبدأ كل فقرة بمدخل فلسفي إبداعي امتاعي .. ثم يأتي الحوار والسرد بذات الفصاحة والبيان اللغويين
بل إنها حافظت في كثير جداً على شتى واجبات الكتابة ، حتى علامات الترقيم ومواطن تواجدها ، بل التشكيل لبعض الكلمات التي تحتاج إلى تشكيل …
والحق .. فان أكثر ما جذبني لتلك الرواية ؛ كانت لغتها الرصينة ، المحلاة ببلاغة الجملة ، وفصاحة الكلمة ، وبيان العبارة ، وبديع الفقرات ، وإن كانت لا تخلو من بعض الألفاظ العامية الدارجة مثل : ﴿ يا حلولي - مزقطط - نتايه - المتدهوله - طريه و مرجرجة ) ولكن في سياق التشبيه والتوضيح الفكاهي المكسو بالأدب .
📝 الغلاف📝
أما الغلاف فقد جاء معبراً تماماً عن المحتوى والمضمون ، غايه الإبداع والاشباع ، والدقة والإمتاع ، رغم بساطته ، إلا أنه من عوامل الجذب الأولى لعين القارئ مناصفة مع العنوان.
📝 الإيجابيات 📝
1- التمكن اللغوي الرصين الممتع المشبع بلا خلل ولا ملل.
2- سبر أغوار هذا العالم بصورة ، تكاد تلامس الواقع ، لدرجة أنني جمحت بخيالي في كل شخصية ، وأنزلتها إلى الواقع ، فوجدتها حقاً .. الأمر الذي أظن أنه ما من كاتب أو قارئ يقرأ هذه الرواية ، إلا أخذته إلى واقع وأشخاص يعرفهم حقاً ، وليس فقط مرسومين على الورق.
📝 السلبيات📝
1- قله وانحصار الشخصيات الواضح جداً ، فإنني أعتقد أن الموضوع كان من الممكن أن يحوي بين دفتيه الكثير والكثير.
2- الإطناب الكثير ، والخروج بعيداً أحياناً عن مضمون القصة إلى غيرها ، مما يوحي للقارئ البسيط بالتوهان.
3- الخلو من الإثارة والتشويق العقليين ، الأمر الذي يجعلها ليست مفضلة عند بعض القراء.
📝 إقتباسات📝
1️⃣ ❞ العجيب أن يعمل المرء بجد ؛ حينما يفتقد كل حافز ، وكل دافع للشغل وبذل الجهد ، ثم تتلاشى قدرته على العمل ؛ عندما يكون لكل حرف يكتبه ثمن ، ومقابل مادي ومعنوي ، أهو الإكتفاء ... أم الخواء ... أم البطر وكفران النعمة ❝
2️⃣ ❞ الأشخاص الناجحون جداً ، ليسوا إلا أشخاصاً عاديين بالنسبة لأقاربهم ومعارفهم ، بل ربما احتقروهم شيئاً ما ، أو استهانوا بهم .. لا يمكنك أن تشعر بالإكبار نحو إنسان تراه يلتهم الطعام ، ويسقط فضلات الخبز على ثيابه ، أو أن تنبهر بشخص رأيته عارياً من قبل ❝
3️⃣ ❞ لا يهم أن نُؤمن بما نكتب ، أو نعلن ، أو ننشر
المهم أن نكتب ، ونعلن وننشر ، ونُرضى الفئة الأسهل إرضاءًا ، والأيسر استعمالاً ، في صرف أنظار الناس ، عن الأشياء الأخرى ، الأكثر أهميةً ، والأشد إلحاحاً ❝
4️⃣ ❞ يموت الإنسان العادي مرة واحدة ، بينما يموت الكاتب مرتين ، أو ربما ثلاث أو أربع مرات ، كل فكرة تضيع منه هي ميتة صغرى لهة، كل عمل يرهق نفسه فيه ، ولا يجد من يقرأه هو ميتة ثانية ❝
#في_ملء_الزمان
#فنجان_قهوة_وكتاب
#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب