الرواية : المخضرم
الكاتب : محمد عبد العزيز حرفوش
دار النشر : إبهار
التصنيف : فانتازيا
التقييم : ☆☆☆
يبدأ الكاتب روايته بمقدمة يتبين أهميتها مع سير الأحداث و تحديد الصراع بين الخير و الشر فيقول : " لا مستقبل يصنع الأفضلية على الإنسانية و طبائع بني البشر و إن ظن العديد من ضيقي الأفق ذاك فآدمية بني الإنسان قد قومها الدين لتصبح غير معادية لفصائل أو اعراق أو مصالح و ثروات لتكون أفضل ما يحقق البشر لأنفسهم و حياتهم "
يرى الكاتب أهمية الدين في تقويم البشر و كنت أتمنى أن يكون الأهمية للإنسانية كدين للجميع حيث أن كل الصراعات التى يعيشها العالم هي نتيجة لاختلاف الأديان.
تدور الرواية في عالم من الخيال و الفانتازيا حيث دولة مسيوبوتاميا و بالتحديد مدينة دووم يبعد عن زمنا هذا أربعين عاماً حيث عام ٢٠٦٣ م ينقل الكاتب القارئ إلى المدينة بافتتاحية مشهد عصيب مخيف للمدينة و هي خاوية من كل شئ سوى الخراب الذي طالها
تعرف من سير الأحداث أن هناك صراع يجري بين الخير و الشر كما في كل الأزمان و لكن الشر هنا يكمن في التكنولوجيا التى كانت من المفترض أن تكون هي مصدر الخير لشعوبها لكن هناك دائما بشر يحولون ذلك لمصلحتهم يتحكمون في الشعوب ينهبون خيراته يقتلون و يعذبون كل من يعارضهم أو يقف أمام طموحهم
لذلك كان يجب أن يوجد الطرف الآخر الذي يمثل الخير ليقف أمام الشر
اختار الكاتب الشاب الاربعيني فارس و اختار له هذا الاسم ليكون الفارس الذي يحارب الشر و ينتصر حتى لو ضحى بنفسه فداءاً لوطنه و شعبه و نفس الوقت جعل أعز أصدقاءه منذ الطفولة يمثل الشر فقد جعلته الظروف القاسية يبيع نفسه للشركة التى تسعى للسيطرة على المدينة و يصبح من أهم المناصب فيها ليبدأ الصراع بين فارس و قاسم حتى نهاية القصة.
اللغة : استخدم الكاتب اللغة العربية الفصحى في السرد و الحوار بشكل سلسل
الحبكة : بداية الرواية كانت ضعيفة و أصاب الملل في كثير من الأحيان حتى بدأ ظهور الصراع فظهرت الحبكة بشكل أفضل مع المعارك و الأكشن بشكل متسارع فتم وصف المشاهد بشكل جيد تخطف انتباه القارئ و بعض الأحداث اكتنفها الغموض و هو مطلوب
ملاحظات :
١- في بداية القصة كان من السهل جدا القبض على فارس بأكثر من طريقة خصوصاً نحن في عام ٢٠٦٣ و في عصر التكنولوجيا فلا يستطيع أحد أن يسير في الشارع دون القدرة على الوصول له و استخدامه سيارته بكل بساطة و من أين يأتي بوقود للسيارة و معروف أن التعامل وقتها بكروت ذكية أحدث من الحالية و هروبه من كاميرات المراقبة غير مقنع و اقتحامه سوبرماركت بكل سهولة فالإبواب حالياً يمكن غلقها ذاتياً و صعب اقتحامها.
٢- العمل به كثير من التفاصيل كان من الممكن حذفها فلا أعلم دور الطفلة ريناد في الأحداث سوى مسؤولية على فارس لو الأمر تعاطف مع طفلة و انقاذها فهناك الآلاف يحتاج إلى ذلك
٣- العمل يشبه سيناريوهات أفلام الاكشن الأمريكية في معارك باستخدام التكنولوجيا الحديثة و ظهور فارس بالبطل المثالي الذي يعرف في كل شئ رغم دراسته للطب في بادئ الأمر لكنه تفوق على زميلة المقاومة المتخصصة في مجال البرمجة و يظهر فارس كأنه درس فن الحروب في أكبر معاهد أمريكا مثل أبطال أفلام هوليوود
٤- من غير المنطقي لمجرد تعرف فارس على أفراد المقاومة و نجاحه بمفرده في إنقاذ افرادها أن يتم تنصيبه بكل سهولة قائد لهم كأن المقاومة حديثة عهد و تعدم الكفاءات كان من الأفضل أن تتكون المقاومة في لحظة تعرف فارس عليهم و تبدأ مهامها لكن دون الكشف عن هوية فارس و التأكد أنه ليس جاسوساً مدفوعا عليهم فهي سذاجة من المقاومة
٥- ظهور جاسوس فجاة و يكتشفه فارس من اول مرة ثم ينتظر فترة حتى يثبت صحة كلامه غير مقنع ان يكون هناك جاسوس منذ نشأة المقاومة و ينتظر الجاسوس ظهور فارس ليقوم بدوره وجود الجاسوس يهدم فكرة استمرار المقاومة لضعف امكانيتها و سهولة الوصول لها.
٦- إبراز العلاقة بين فارس و قاسم في طفولتهم و إنقاذ فارس لصديقه من الموت ثن ندمه على ذلك لم يخدم القصة و الأحداث بالإضافة إلى اختيار قاسم لطريقه له أسباب منها مقتل والده أمامه.
٧- ما أصاب العمل ببعض الملل هو وجود خطب وعظية على لسان فارس كأنه يوجه رسائل مباشرة كحكيم و هو ما لم يناسب جو العمل
٨- فكرة ان فارس ترك دراسة الطب لأنه لا قيمة له في مجتمع يُقتل فيه العجائز و الرضع و الأجنة في بطون أمهاتهم لأن الدولة لا تريد تحمل أعباء تكلفة رعايتهم هي فكرة أسوأ من فعل القتل لأن لو الكل سار على نهج فارس البطل فإن مهنة الطب هتنقرض و يواجه الشعب معاناة المرض و انتشار الأوبئة
هناك ملاحظات كثيرة و أنا أعلم أن العمل فانتازيا خيالي لكن يظل المنطق متواجد حتى في الخيال و يناسب للزمن التى تجري فيه الأحداث
القصة تشبه روايات الجيب مثل أدهم صبري و الرجل المستحيل فالعمل يبتعد عن كونه رواية أدبية يصنف أكشن فانتازيا بالطبع