مراجعة كتاب
ألوان السنة الأربعة
للكاتبة: ريم لطفي Reem Lotfy
صدر عن: دار المصري للنشر والتوزيع - Elmasry Publishing
من نوع: اجتماعي/رومانسي
١٢١ صفحة.
اللغة: عربية فصحى سردًا وعامية حوارًا.
عن المؤلفة: ريم لطفي تخرجت في كلية التربية الفنية، بجامعة حلوان، والمجموعة الحالية هي أولى أعمالها الأدبية.
عزيزي القارئ لا تفك وصال القصص فهي كقطع الدومينو لا تقع واحدة قبل أخرى، في البداية أحب أن أشير إلى تلك النصيحة التي ذكرتها الكاتبة في مقدمة العمل.
عرضت الكاتبة مجموعتها القصصية في إطار اجتماعي وتتكون من 4 قصص اجتماعية تميل بعض فقراتها إلى الرومانسية، أرى أنها أشبه برواية عن كونها مجموعة قصصية، تحكي لنا قصص أبطالها من صعيد مصر ذات الطبيعة القاسية والصعبة والجميلة المعالم في ذات الوقت، وكيف توجهوا من أقاصي مصر إلى القاهرة، وكيف يمكن لقرار واحد خطأ أن يقلب حياة عائلات كثيرة يدفع ثمنها الأبناء، وهل تنفذ البطلة وصية والدها أن تترك نية الثأر، وعن أي ثأر يتحدث؟ وهل تنصاع له وتنسى وتبدأ من جديد وتترك الماضي وتنظر للحاضر والمستقبل؟
قصص مليئة بمشاعر الإخاء والإخلاص والقوة والملجأ، وهي من الصفات المتوارثة في الجانب الصعيدي، ولم تنس الجانب المظلم هناك من تهريب للآثار أو وصايا الأجداد من زواج بنات العائلة داخل إطار العائلة حتى لا يذهب الميراث خارج العائلة.
سجلت جمال الفصول الأربعة من خلال اختيارها الفطن لتيمة الألوان في كل قصة وليس اللون ولا درجات اللون ولكن معنى الألوان وكيف للألوان أن تضاهي وتعبر عن تلك الفصول فعلى سبيل المثال في القصة الثانية اللون الأخضر الزمردي يدل على الوفرة والثروة والرفاهية المادية والعاطفية والإبداع وهو ما تحدثت عنه الكاتبة بتلك القصة.
من خلال أربع قصص تحمل عناوين رئيسية وأخرى فرعية، تستهل كل قصة بفقرة مختومة بأغنية من أغاني الخالدة أم كلثوم.
القصة الأولى: بعنوان رمادي كعيون الليل (أنا سميتها الأصلية)
حيث تحكي لنا الكاتبة هجرة أبطالها من الصعيد للقاهرة، مما يثير في ذهني هل ذلك ناتج عن نشأة الكاتبة أم ماذا؟ حيث ذكرت تفاصيل دقيقة، وأثناء قراءتي تراءى إلى مسامعي أغنية علي الحجار "في قلب الليل" وكأنها وصف جيد لبرد وعتمة وخوف وحزن الليل في أحداثها، جاءت العناوين الفرعية معبرة عن حالة البطلة كانت حياتها رمادية اللون لا حياة فيها من الوحدة والغربة لسنوات طوال، وعلى الرغم من لحظات الظلام بالليل والشتاء فالأجواء لا تخلو من اللحظات الرومانسية. اختارت الكاتبة اللون الأسود بدرجاته خلال فصل الشتاء.
القصة الثانية: بعنوان قدم الخير والخضرة والرفيق الحسن
تطل علينا بـ Flashback فريد من نوعه ترجع بنا الكاتبة لعام ١٩٨٥ لتوضح لنا خلفية الشخصيات خلال اختيارها فصل الربيع، نسيت للحظات نصيحة الكاتبة في أول صفحة عن عدم فك ربط القصص، وما أن تظن أنك داخل قصة جديدة تفاجئك الكاتبة بربط ولا أروع وكيف جعلت الشخصيات الثانوية قى القصة الأولى رئيسية في الثانية، وتسقط بتفاصيل عن القصة الأولى، بربط عائلي مبدع وقعت فيها ولم أتذكرها في منتصف القصة الثانية.
القصة الثالثة: بعنوان كلمة السر: أريج فيروز
خلال فصل الصيف وأيام الدفء يبقى كل شيء نشيط من خلال عرض قصة فيروز وحسام، وتظهر هنا روح الدعابة الخفيفة التي تميز بها أسلوب الكاتبة.
القصة الرابعة: بعنوان جينجر ضي حياتي
بعض الشخصيات الثانوية مثل شخصية الممرضة ضي التي نسجت لها قصة خاصة بها تربط بها الأحداث، اختارت فصل الخريف لما يمثله من الهدوء والرحيل والهجرة لتجاوز الأشهر العصيبة التي مرت على أبطالها.
أدخلتنا الكاتبة بالزمان إلى عالمها الحافل بالأحداث على مدار فصول السنة الأربعة من شتاء ربيع صيف خريف ترتيب جميل سليم، وأبرزت جمال الفصول الأربعة الساحرة لتقدم لنا تلك القصص.
السرد ممتع والحوارات قصيرة.
كاتبة لديها أسلوبها الخاص الجميل الذي ينبئ بكاتبة قادمة، يوجد مجهود فكري مبذول بالقصة، صنعت عالم واحد ونسجت منه ٤ قصص مختلفة تربط بها أحداث تفصيلية عن الخط الزمنى ٢٠٢٣ ثم ١٩٨٥ ثم ٢٠٢٠ ثم ٢٠١١.
بجمل وصفية تُدرَّس في ورش الكتابة الإبداعية، إلا أن الوصف في بعض الفقرات قد يراه البعض مبالغ فيه أو مكرر، أو جرعة زائدة من الوصف، إلا أني أحث الكاتبة على الاستمرار بجملها الوصفية، مع مراعاة تناسب صفحات القصص بالأعمال القادمة حيث تجاوزت القصة الأولى أكثر من ثلث صفحات العمل (٢٠:٣٠:٢٠:٤٠ صفحة لكل قصة).
تم بناء الشخصيات بناءً جيدًا وأضفت عليها لمستها الجمالية.
تم تحديد الزمان والمكان مع بداية كل قصة تحديدًا دقيقًا.
العنوان والغلاف معبرين جدًا عن مضمون رسالة الكاتبة، وأعجبني ريشة الألوان التي رافقت كل عنوان والترقيم، كتاب تم تنفيذه مثال للبوكت بوك.
كتاب أرشحه بشدة لكافة الفئات العمرية، وتقييمي للكتاب ٥/٤.٦
إلى الملتقى في مراجعة أخرى
د.محمد الشخيبي
