اقتباسات من كتاب كصباح مُمتلئ بك

على شاطئكَ

‫ رغم عثرات الغياب..

‫ ما زلت أقفُ على شاطئِك..

‫ يدي على قلبِك..

‫ وعيني على البحر..

أعرفُ أنني أراكَ

‫ مَنثورًا بين أركانِ روحي

‫ رغم الغياب..

‫في المقابـل ‫ رُدّ لي ابتسامتي ‫ التي احتفظتَ بها بين عينيك ‫ ردّ لي دفئًا سرقتَه من كفي ‫ طعم الحلوى الهارب من فمي ‫ عصفورًا ينطق باسمي ‫ صوتًا تفتَّتَ في رقصةِ بهجتي ‫ أرحل كما شئتَ. ‫

كُلّمَا مرَّ قطارٌ. ‫ تنتظرُ النّوافذُ في البيوتِ ‫ ترتجف أبوابها في لهفة إلى وجهٍ غائب. ‫ إلى نظرةٍ من مفارق. ‫ إلى تلويحةٍ من غريب. ‫ تقبل الغربةُ كغيمةٍ. ‫ كفراغٍ ‫ محمول على طريق الغياب والحضور ‫ بينما

يحاصرُ قلبي مِلحٌ رَطبٌ

‫ في حضرةِ الغياب

‫ يصدأ القلب

‫ يتهاوى

‫ فتسَّاقطُ نُتَفُ الحنين

‫ ينسابُ عصير الذكريات

‫ يصبح القلب أملسَ

‫ صلْبًا

‫ بلا منحنيات…

‫ بلا اعوجاج

عند كل شروق

‫ تدفنُ ما تبقّى من ظلمة الليل

‫ تغتسل من حُلمها

‫ تتعطَّر

‫ تخفض صوت الأنين

‫ ترتدي ابتسامةً أنيقة

‫ ثم تستقبلُ الصّباح

مسكونةٌ بالحلمِ

‫ أنا..

‫ شهقة ممسوسة بالحزنِ

‫ مغرورةٌ بذاكرتي فيكَ

‫ وأنتَ…

‫ جُرحٌ أبيْتُ البَرْاءَ منه

‫ ذنبٌ أغلقتُ أَبواب توبتي عنه

أنا وأنتَ..

‫ يفصلُنا طريقٌ طويلٌ..

‫ مسافةُ راحة يد وعناقٍ..

‫ ربما..

أيها البعيدُ..

‫ أهطلْ عليّ حضورًا

‫ فلتأتِ بكل الجنونِ

‫ الليلُ عابثٌ لا يستكينُ

‫ وأنا أخشى الأحلام

بين الليل وعَيْنيّ

‫ أُغلِقُ عليك جَفني

‫ وأنتظرُ مدادًا تحت جلدي

‫ يصل خطوطَ الوهن

‫ بين الليل وعَيْنيّ

أعلمُ أن كل الطرقِ

‫ تؤدي الي الموتِ

‫ عبركَ…

‫ بكَ..

‫ منكَ..

‫ فيكَ..

‫ احتفظتُ بكَ كمعصيةٍ..

‫ كأمنيةٍ بعيدة..

‫ يا سبيليَ الأوحد

‫ فلتأتِ كحلمٍ تأخَّرَ

‫ أيُّها الموتُ الجميل..

كان من الممكن. ‫ أن يكونَ الصباحُ أكثر من إشارة للزمن. ‫ أن يطرق بابَنا الأصدقاءُ. ‫ أن تَعْمرَ موائدُنا بالطعامِ. ‫ ربما. ‫ كان من الممكن. ‫ أن يُحلِّقَ ربيعٌ أخضرُ. ‫ على أجنحةِ الفراشاتِ. ‫ ربما ‫

هل هناكَ آخر؟

‫ أجيب ببساطةٍ:

‫ هل يجوز اللجوء إلى وطنٍ محتل..؟!

فلنتفق… ‫ إذا تقابلنا في سَهْوِمن الغياب ‫ سيكون حديثُنا مجردَ حديثٍ عادي. ‫ تسألُني كيفَ أحوالُكِ. ‫ فأختبئُ في عينيكَ ‫ وأردُّ ‫ بخير..! ‫ تستفسر بلهفةٍ: ‫ تفتقدينني؟! ‫ يميلُ رأسي ‫ على الخطِ الفاصل ‫ بين