كفر هلال - رجال أتلفها الهوى
تأليف
سعيد نوح
(تأليف)
ما هي كفر هلال تلك؟
هل هي ذُكرت في القرآن مثلا؟
هل هي شقيقة رضا هلال الذي ما زال مفقودًا؟
بعد السؤال الذي ظهرت إجابته على جوجل انتهى بالحقيقة التي أفزعتني وجعلت فرحي يفوق حزني. أعلمكم يا سادة إني لم أجد لهلال هذا أية معرفة سابقة في التاريخ. ربما كان أشهر شيء له لا يمت له بصلة، ألا وهو هلال رمضان. ذلك الذي كان ينتظره الملايين فيما سبق.
تبدأ الحكاية والعائلة الصغيرة لا تعرف كيف مضى الجد في طريقه مع حفيده الصغير هلال. فقط عرفوا مثل الآخرين أنه غادر سرير المرض على عجل، وكأنه في طريقه لمهمة رسمية. لم يطلب من زوجته أو ابنته أن يساعدوه في ارتداء ملابسه، فقط استمعوا إلى إغلاق الباب الكبير فانتبهوا إلى عدم وجود الرجل الكبير. لمحته الزوجة بعد أن جرت إلى الباب يمضي ويمسك بيد حفيده. منعتها الملابس التي كانت ترتديها من الخروج خلفه.
كل من التقاه سلم عليه وبش في وجهه وتمنى له دوام الصحة.
كانت الكلمات تخرج من الأفواه، والصغير يسير إلى اليسار الجد ممسكا بيده، وهو يتذكر الأيام الطويلة التي ظل فيها الجد حبيس حجرة من الزجاج. أخيرا تحرك الجد وأخذ طريق الترعة بعد أن مر من فوق الكوبري. كان خطوه مازال مترددا، وهو يتحامل علي عصاه وعلي يد الصغير وأرض العائلة لم تظهر بعد. وقف الجد بجوار شجرة صفصاف ليلتقط أنفاسه. كانت أصوات العصافير تصنع معزوفة لا تبدو مزعجة رغم احتلالها السمع.