اقتباسات من كتاب كأنها مغفرة

كان الجهل جَملًا يتخيل نفسه حصانًا، يمشي متباهيًا بين الناس بذيل ليس له، يتألم كما تتألم الخيول حين تخسر السباق، يصهل باستعارة الأصوات، تصور أن عماه ليل طويل مليء بالنجوم، وكلما حلم بهيئته الحقيقية بكى وفَعّل النسيان.

....

رجل وامرأة يشبهان بعضهما بشكلٍ لا يطاق، عندما التقيا تحاشيا النظر إلى عيني بعضهما، لكن الفم انجذب للفم والجسد تداخل في الجسد، وكلما سقط أحدهما داخل الآخر تخيل أنه وصل لحقيقة، لكن رغبة مجهولة قالت احفرا أعمق؛ لأن شرف الإنسان في المعرفة. ❝

‏

كأني اختفيت من شدة الألم.

في القاهرة،

‫ نرتدي هشاشتنا كمجنون يخرج للعالم

‫ عاريًا

‫ وفي يده سكين.

‫ بسذاجة خادعة

‫ كأن ثيابنا تجر خلفها الملائكة

يحولك المنوم لشخصٍ لا أدري، لستَ مؤمنًا أو كافرًا بالكامل، أنت مع الله حين يكون معك، وأنت مع الشيطان حين يبلعك اليأس. أنا مصلوبة فوق سرير القطن والشجن، لست ابنة المجتمع أو العائلة، أنا ابنة إنسانية متجذرة وفانية.

في الجنس،

‫ يخرج الإنسان نفسه

‫ يفرد روحه أمام شخصٍ آخر بعيد

‫ يظهر الضعف والانكسار. يظهر العنف الغاشم

‫ الرغبة في هدم العالم تتجسد في شخصٍ واحد

‫ وعندما ندخله نتوهم أننا كسرناه وكسرنا كل ألم شبيه.

حزني هو ابني البَديهيّ

‫ أنجبته في الطفولة وعلمني معنى الأبوة والأمومة معًا

‫ أنا عائلة فريدة وغريبة

‫ كل إرثي ندمٌ وجَمال.

جسدي بلا معنى أمام القدر

‫ الفتنة في عينيّ عمى أمام القسوة

‫ الرغبة المجنونة داخلي مبتورة اليد

‫ أمام رغبة ذئب في السيطرة على الحياة

‫ يا لألم الإنسان إذ لا يستطيع الحب

ناما معًا، رأى ملاك الموت يخرج من إصبع قدمها الأصغر. وحين حلق فوقهما كطائر خرافي، كظلٍّ هائل على الحائط، ممسكًا بمنجله المعقوف، انتظر لحظة الغياب التامة ليفعل فعلته.

ومنذ ذلك اليوم، كلما نام معها وذهب لعالمها واجدًا الغزال مكانه، يمسد جلده فينثر الضوء لينير كل الكائنات للحظات، وحين يعود يتلبسه شعور بالرهبة سرعان ما تتحول لكآبة.

الزواج مكان ديني ومغلق.

‫ لا يرحب بالمتفردين الجانحين أو الذين لا يحبون امتلاك الأشياء،

‫ في أغلب الأحيان يستقبلهم زمنًا كضيف ثقيل

‫ ليقضي عليهم تماما

‫ يهلهلهم كثيابٍ بالية

‫ يحولهم إلى ريشٍ في مهب الريح.

الزواج هو الآخرة،

‫ حيث نعبر الدنيا مضطرين

‫ لنترك الأهل والماضي

‫ منتظرين ريشة العدالة بقلوب خفيفة

‫ حيث بيوتنا قبورنا

‫ نزينها بكل ما تمنيناه في نسخة أخرى من الحياة

كل النساء في تلك العائلة امرأة واحدة

‫ غير مؤمنة بالحب الرومانسي،

‫ حبها ساكن دائم لين هادي.

‫ سخريتها كرابيج تأتي من مكان غير متوقع،

‫ بغتة، تطلقها وتسحبها سريعًا دون أن نراها

‫ فيُبهَت الذي كفر.

غارقة في أحلام الصبا

‫ ممتلئة بطفلٍ سيأتي بعد أيام

‫ تمشيتُ بهذا الثقل الرومانسي في ساحة السوق

‫ خطوت فوق بقع الدم وذهول الباعة

‫ رأيت حيوانات خرافية لا يراها سوى من رأى الموت بعينيه

وركضت أصور كل شيء، وهكذا شعرت بالطمأنينة، علقت الماضي في دراجتي

‫ وكان عليّ أن أعود للبيت.

‫ العودة إلى المنزل فظيعة

‫ لو كان لي ألا أعود

‫ وأسرح فوق دراجتي للأبد؟