بنظرة المؤرخ الذي لم يتأثر بالدين أو الصراع الضخم المنتشر في العالم العربي حول هذه الفتنة أخرج الأديب طه حسين كتابه هذا وبأسلوب رائع لغويا.
تطرق الأديب الكبير إلى كثير من القضايا مع إحاطة كاملة بزمانها ومكانها. وَضّح َباسلوب علمي سلس كل الظروف التي أحاطت بكل حدث وأبرزَ بعدالة كل الشخصيات التي أثرت في هذا الحدث.
كما أسلفت أعلاه يظهر بشكل واضح محاولة الكاتب التزام الحياد وعدم إصدار أحكام على الشخصيات ومجريات الأحداث ما أمكن الا انني اعتقد (وجه نظر شخصية طبعا) أنه بالغ في الحياد وانتقص عثمان حقه خصوصا في الأحداث الأخيرة قبل مقتله رضي الله عنه كما انتقص دور علي رضي الله عنه في نفس هذه الأحداث ولا أرى سببا لانتقاص موقف عثمان في حين أعتقد أن انتقاص دور علي في هذا الجزء جاء تمهيدا لاستكمال وتوضيح دوره رضي الله عنه في الجزء الثاني من الكتاب فكان ينبغي للكاتب الاشارة الى ذلك في هذا الكتاب.
بالإجمال لم يقع بيدي كتاب يتناول هذه الأحداث العظيمة التي أثرت ولازالت تؤثر على عالمنا حتى اليوم أعظم من هذا الكتاب ولا أكثر نضوجا وعلمية منه.