اقتباسات من رواية كوش كو

فالحياة خُلقت لتعاش وليس لتُفهم

وجد أن السؤال دون خجل يريحه بالإجابة، دون انتقاء لوقتٍ أو مكان فقط كلما أراد المعرفة سأل وكلما عرف أكثر ارتاح أكثر، وشعر أنه أكثر انتشاءً، ووجودًا كان طه أول من أخبره بأن ما لديه يُسمَّى بالفضول وأن الفضول عَرَضُ الرغبة في المعرفة، وأن المعرفة أساس الوجود الإنساني.

يرى الأطفال الصغار، من هم في سنه، يأتون مع أسرهم ويلعبون ويمرحون في إجازتهم الصيفية، ولكنه ليس مثلهم أدرك منذ وقت مبكّر أنه ليس مثلهم إنه ليس هنا ليمرح، هو ليس أبيضَ ليمرح، وليس معوجّ اللسان وبشعر منسدل النعومة كي يمرح. إنه هنا ليعمل، يعيل أسرته، ويستكمل حمل راية شرف الخدمة التي حملها جده وخاله وعائلة أمه بأكملها.

العالم، والحياة، وتلك البقعة العجائبية من الدنيا المسماة مصر، أكبر من أن يستوعبها منطقُ الواقع وسؤالُ المعنى ورغبة الفهم فالحياة خُلقت لتعاش وليس لتُفهم كما قال صديقنا الأسطوري كوش كو.

وستظل الدهشة، طوال حياته، هي أكثر ما ميّز كوش كو. الدهشة التي تصاحبه وتلازمه أينما ذهب.

يريد التشبث بنظرته الساذجة والفطرية للحياة والبشر لآخر لحظةٍ ممكنة. ولكن الزمن يصر على دفعه نحو النضوج المرّ.

السفر يعيد صقل العلاقات ويكشفها ويعرّيها كما لا تفعل عشرات السنوات من الصداقة ذات النطاق الجغرافي المحلي.

❞ فالحياة خُلقت لتعاش وليس لتُفهم ❝

‏

لا أظن أن من يرفع السلاح لديه الحق في محاسبتك على دفاعك عن وطنك».

لقد خلقت الكتب تواصلًا بينهما لم ينقطع أبدًا؛ تواصلًا بدأ من الكتب التي علمته قراءتها في شرفة شبرد وانتهت بالكتب التي تكتبها هي ازدادت الكتب قداسةً في نظره في ذلك حين، وأدرك كم كان دورها عظيمًا في حياته ربما أكبر مما أدرك يومًا.

فالمصري يتّكل ولا يتكلم، وينتظر من ينوب عنه، ولا يأتي من ينوب عنه، بل يأتي من يستعبده ويستغله، وينتظر مئات الأعوام الأخرى حتى يعود المخلّص.

«إننا لن نتحرر عن حق، ونصبح أمةً عظيمةً عن حق، إلا حين يؤمن كل واحدٍ منا أنه يحمل صولجان أمته بداخله. أن المصريّ لا يحتاج إلى المخلّص. بل هو في ذاته المخلّص. بعمله وعلمه وإيمانه بوطنه.

«هل تعلم يا كوش ما هي آفة الإنسان الكبرى؟»

‫ يسأله بعينيه.

‫ «إنه الكبرياء النابع عن الجهل وخداع الحياة بما تقدمه من مكاسب».