إن أصعب لحظات حياتك هي تلك التي تقف بها على
مفترق طرق يجبرك على إكمال المسير في طريقين لا
ثالث لهم ، أحدهما تعرفه لأنه يمثل طباعك وشخصيتك
وآخر لا تعرفه والمؤلم أكثر أن تقتلع منك الحياة حرية
الإختيار وتجبرك على السير في هذا المجهول ، فتمضي
نصف المسافة فاقدًا لهويتك ! غير مدرك لحقيقة من أنت
ومن تكون .
هذا ما حدث مع " آمنة " التي كانت تستغيث عبر سطور
الرواية عاجزة عّن رد القوة الشريرة التي غرست في قلبها
بعد ما قُتلت أختها " هنادي " ، هنادي التي أقيم عليها
حد البشر و في حين أنها لم تكن سوى ضحية لمخادع
غمس الحب بالخطيئة فدفعت هي ثمنها وبَقى هو حر
كالطير يحلق من شجرة لأخرى .
لا أدرى لماذا تدفع الضحية دائماً ثمن جرائم الجلاد ؟!
ربما لأنها الأضعف ومنطق القوى في العالم يخبرنا بأن
القوي يأكل الضعيف بشهية مطلقة دون حسيب أو
رقيب ! ولا أدرى لماذا نعتقد بأن الغنى يُبيح لنا الفقير
بكل مافيه ! .
الرواية تستمر في طرح رغبات آمنة بالإنتقام لأختها ،
تعينها الظروف تارة وتمنعها المشاعر تارة أخرى . ما يميز
هذه الرواية أيضا هو صدق المشاعر الإنسانية التي عبر
عنها طه حسين ، فشعور الكره والحقد والدعاء ايضاً على
والدة آمنة وخالها كلها مشاعر طبيعية وكلها ردود أفعال
خالية من التصنع .
يقول طه حسين على لسان آمنة : " يالقوة النساء ، لقد
آمنت منذ ذلك الوقت بأنها لا حد لها ، يالمكر النساء لقد
آمنت منذ ذلك الوقت بأنه لا آخر له ولا قرار ، يالقدرة
النساء على الكيد وبراعتهن في التلوين ونهوضهن بأثقل
الأعباء وثباتهن لأفدح الخطوب "
لقد تحولت هذه الرائعة الأدبية إلى فيلم ، أنصح بقراءة
الرواية قبل مشاهدة الفيلم ، فنظرة طه حسين اختلفت
عن نظرة مخرج العمل
#أبجدية_فرح 📚 insta:candleflame23
#مراجعتي #تقيمي 5/5