ساكنة بك: قصة أقدم مغنيات العصر الحديث
تأليف
عماد أحمد حسين
(تأليف)
هذه ألف وثمانمائة وواحد وخمسون سنة وستة أشهر وثمانية عشر يوماً ميلادية تأتي على سكان مصر، وقد اصطبغ لون الأشياء فيها بصبغة الحداثة التي حملها - قبل ذلك التاريخ بنحو خمسين عاماً - محمد علي، والي مصر المعروف، وإنها وإن تكن صبغة - لا تزال - طفيفة الأثر، فقد اكتست بها كل معالم القاهرة كأنما لتجهد أن تلتحق بعصر حال بينها وبينه قرون غفلة.
وذلك وجه المدينة الكالح في مشهد الغسق، قد انسلخ عن غروب ضارب إلى الحمرة بعدما تألق حيناً في وهج قرمزي كان يلف الأحياء والجمادات جميعاً بحلة تليدة من عهد الماضي.
وتلك هي ساكنة، أقدم مغنيات العصر الحديث وأشهرهن أثراً، وحكايتها المعروفة المشحونة قد خلبت ألباباً وخلعت ألباباً، ولست إلا راوياً يجهد أن ينقل الأثر نقلاً أميناً حصيفاً. وما عسى الرجل في دنياه إلا أن يحاول؟