المواطن... إسود
تأليف
رامي يحيى
(تأليف)
"قلية مضطهدة، عشت الشعور ده من قبل ما أفهمه.. أو حتى أعرف الألفاظ دي ومعانيها، وقبل ما حد يتخض أو يتهمني بالكدب أو يلبس وش الأخصائي النفساوي ويحلل شخصيتي.. أدوني لحظة أعرفكم بنفسي عشان توصلكم الصورة كاملة.
والموضوع مش في الأسم وبيانات البطاقة، إنما في التعارف على المواطن ومفردات حياته الأساسية.
على مستوى الأسرة أنا أبن وحيد على بنات، على مستوى المدرسة مافيش حد أبوه بيطلع في التلفزيون غيري، ثم اكتشفت أني الوحيد في أصحابي اللي إسود.. ولهذا حكاية هحكيها كمان شوية، في الشارع.. أنا الوحيد اللي مالهوش أخ أو أي قريب من أي نوع، في تشجيع الكورة زملكاوي -وبرضه الموضوع ده له حكاية-، ولوني ده مش رش.. فأنا نوبي، ووسط النوبيين أنا قاهري مابعرفشي أتكلم لغتي، أول ما أهتميت بالسياسة أنضميت لتنظيم يساري، وجوه اليسار التنظيم ده أقلية “تروتسكاويين”، وجوه التنظيم نفسه كُنت من المعارضة.. كمان مش من الشلة الكبيرة جوه المعارضة، لما اتجهت للأدب كتبت قصيدة نثر.. وبالعامية، لما قررت أكتب قصص.. برضه كتبتها بالعامية، على مستوى الدين أي دين أعرفه بيكفر أفكاري، م الأخر.. كان فاضل بس أبقى خول وتبقى كده كل الأقليات تجمعت في نفس العبوة، حتى الأكثرية اللي أندرج تحتيها هي الأكثرية الوحيدة المضطهدة في الكوكب... الفُقَّرَا، فبقيت أحيانًا بأشك أني في حد ذاتي فصيلة..."