يعني مقارنة بكتب فراس السواح فهو كتاب صعب و طويل جدا و يكاد يكون أكاديمي موسوعي مليان تفاصيل قد تهم الباحث أكثر من القارىء. لو معندكش صبر كفايه مش هتقدر تكمله و لا تحبه أو هتضطر تعدي بسرعه على أجزاء كتير منه و يفوتك حاجات ممكن تكون مهمة. إجمالا الكتاب مهم جدا و جدير بالقراءه لإنه بيربط بين الميثولوجيا العراقية القديمة و الميثولوجيا اليونانية الحديثة مرورا بكل التطورات و التحورات اللي في المناطق المتقاطعة بين الاتنين و منها على سبيل المثال المصرية.
ايه مدى أهمية ده؟ أنا شايف إن فهمنا لتطور الدين في منطقة الشرق الأوسط و وصوله لإنه يكون منبع الديانات التوحيدية الشهيره اللي اتبنت عليها الحضارة الحديثة مرتبط بفهمنا لمسيرة الدين في الحضارات القديمة اللي لم تكن بالضرورة توحيدية. منطقة الشام كانت البوتقة اللي انصهرت فيها المعتقدات دي كلها و أدت في البداية لظهور الميثولوجيا اليهودية و بعدها المسيحية و حتى الديانات الوثنية القديمة في بلاد العرب قديما كانت بالكامل مستوردة من بلاد الشام تحديدا عن طريق عمرو بن لحيّ الخزاعي كاللات و العزى و مناة و هبل و سائر الأوثان الأخرى.
الكتاب كبير زي ما قولت و شامل مش بس لمنطقة الشام و لكن توسع لدراسة تأثر الديانات الشامية و تأثيرها على المنطقة الممتدة من وسط أسيا و حتى شمال أفريقيا و جنوب أوروبا.
علشان مزودش في الكلام و هو زاد فعلا هاسيب بعض الاقتباسات المعبرة عن المثولوجيا الكنعانية و هتعرفوا من نفسكم مدى تأثيرها علينا لحد دلوقتي.
❞ 1. عاش كبير الآلهة الكنعانية (إيل) مع زوجته (عشيرا) على سفح جبل أرارات في حقل كبير من حقول الكروم الذي تتوسطه شجرة الحياة والتي ربما كانت هي كرمة كبيرة. وهما إلها الخصب والحياة.
2. أما الإله حورون فهو إله الشمس لا علاقة له بالخصب يتردد بين العالم الأعلى كشكل من أشكال الحرارة والشمس والعالم الأسفل كإله للموتى والجحيم. فهو يشبه نرجال إله الموت وهو الذي يتماهى مع كونه الشيطان. يقوم هذا الإله بالدخول إلى حقل كروم إيل أو فردوسه الكرمي ويحاول إزاحته وتحويل شجرة الحياة إلى شجرة الموت بعد أن يتسلق عليها كثعبان. لكن إيل يدرك خطته فيلقي القبض عليه ويرميه من أعلى الجبل وفردوسه إلى الأرض أو الأسفل، وهناك يقوم حورون باعتباره إلهاً ساقطاً ويتحول إلى شيطان شرير يعبث في الأرض.
3. يقوم إيل بإرسال الإله (آدم) لكي يضع حدّاً لحورون يهبط آدم من الفردوس إلى الأرض لكي يقتل الشيطان (حورون) لكن حورون يتحول إلى ثعبان ضخم يلدغ آدم ويسممه.
4. تقوم الإلهة شناش وهي إلهة الشمس الكنعانية التي كانت تعالج سمّ لدغات الثعابين رافعة عن المصابين غشاوة التسمم ويقيناً أن لها علاقة بالإله حورون، تقوم هذه الإلهة بصنع امرأة من طين طيب اسمها (حواء) أي (السيدة التي تحيي) وترسلها إلى آدم المسموم والذي لم يعد بإمكانه الخلود مثل بقية الآلهة، فتحاول أن تحييه وتسترد حياته ولو لزمن لكي يتصل بها، جنسيّاً، فتحمل منه وتلد فتحافظ على نسل آدم عن طريق التكاثر وليس عن طريق الخلود الإلهي كما كان عليه آدم. وبهذه الطريقة يكون آدم وحواء قد فقدا الخلود الإلهي واستبدلاه بالخلود عبر التكاثر. ❝
⭐️⭐️⭐️
❞ عندما كان إيل شابّاً جاء عند إلهتين تغسلان ملابسهما عند البحر وهما (أثيرات ورحمايا) وبعد أن طها لهما الزبدة طلب منهما الاختيار بين أن يكنّ بناته أو زوجاته فاختارتا أن تكونا زوجتيه وأصبحتا أمهات لإلهين هما سحر (الفجر) وشاليم (الغسق) وواضح أن رحمايا هي الوجه الآخر للإلة أثيرات وربما كانت إلهة الصباح والمساء (أي كوكب الزهرة) وربما كان شاليم في بعض سلالات الأنساب هو الأب أو الهلال الذي جاء بالضوء (لوسيفر إله النور) أو الشمس في طورها الغارب.
وتلد عسترات من الإله إيل في أسطورة (ولد الآلهة الجميلة)، عن طريق التقبيل والعناق، الإله (شاليم) وهو إله نجم المساء، وإله العطاء. بينما تلد عشيرة الإله (شهار) إله نجم الصباح وإله الخير. ويعاشر إيل الإلهة عشتارة جنسيّاً فينجب منها التيتانات السبع (العمالقة) ❝
⭐️⭐️⭐️
❞ الإله (شميم) هو أب للإله إيل ولذلك يسمى (أب إيل) ثم يتحور هذا الاسم ليتكون اسم (هابيل) وهو اسم الابن الأكبر لآدم وحواء والذي يناظر الابن الأكبر للإله شم أو شام.
الإله (أوسوس) أو (عوس) أو (أش) وهو الإله المرتبط بالنار يسمى بشريّاً (أخ أب إيل) لأنه فعلاً أخ شميم ويتحور هذا الاسم إلى (أخابيل) ثم تتحول الخاء إلى قاف فيكون (قابيل) وهو اسم الابن الأصغر لآدم وحواء والذي يناظر الابن الأصغر للإله شم.
وقد ذكرنا أن عداوة تنشأ بين الإلهين (شميم) و(عوص) ولذلك تنسحب هذه العداوة بين الولدين (هابيل و(قابيل) ويأخذ هابيل شكل الراعي. أما قابيل فيأخذ شكل الفلاح، وتعيننا الأسطورة السومرية التي تتحدث عن المنافسة بين الفلاح والراعي. ❝
⭐️⭐️⭐️
❞ ظهر البشر أولاً وحين تعظموا وكان لهم منجزات كبرى تألّهوا بعد موتهم، وهي النظرية التي قال بها يوهوميروس الذي يرى أن الآلهة كانوا بشراً وأساطيرهم هي قصص لأمجاد أبطال وحكماء غابرين. وهذا جزء من الطبيعة المادية والواقعية للأساطير الفينيقية. ❝
⭐️⭐️⭐️
❞ «إلهة الحرب» و «إلهة الحب». فهي نجمة الصباح التي تتناظر مع إلهة الحرب والصيد. وحين تكون النجمة المسائية فهي إلهة الحب والجنس والخصوبة والحيوية، وتصور على أنها امرأة عارية. في دورها كإلهة حب، حيث تمّ تكريمها بالطقوس الجنسية ❝
⭐️⭐️⭐️
❞ وهناك أكثر من نص يشير إلى علاقتها الجنسية بالإله (بعل) حيث تظهر مراقبة لعمل جنسي عنيف يقوم به (بعل) مع بقرة فتثار لهذا المشهد وتتمنى أن تتحول هي إلى بقرة لتتلقى خصب الإله الثور (بعل). وفي نص آخر يقوم (بعل) بمضاجعة (عناة) ألف مرة، تحمل بعدها عناة وتضع وتشرف على ولادتها إلهات الولادة (كوثرات). ❝