اقتباسات من كتاب فذكر بالقرآن: آيات مختارة في تهذيف النفس الأمارة

ولعلك تسألني: ما هي العلامات التي تشخّص بها حالة قلبك إذا اعتلّ أو مرض؟

‫ أقول لك: إذا لاحت له بوارق الشهوات جدّ وركض، وإذا جاءت الطاعة أقبل عليها في فتور وعلى مضض، وإذا أصابه ما يكره من الأقدار جزع واعترض، وإذا ما فرّج عنه كربته عاد إلى الغفلة ونسي العهد ونقض.

هل تدري لِمَ ينتفع المتقون - وحدهم - بكتاب ربهم وينالون بركاته وخيراته؟!

‫ ﻷن التقوى تحرّرهم من براثن الشرك، وإدمان المعاصي، وجواذب الهوى، وقيود الغفلة، ولوثات الرياء، وكلها أقفال تحول بين القلب وبين التدبر والانتفاع!

وسط حصار خانق من الشهوات والشبهات، وطوفان عارم من الملهيات والمنسيات، وسعي حثيث من شياطين الإنس والجن لتيسير دروب الإغواء والإضلال، يصبح افتقار العبد إلى هداية الله عز وجل لتثبيته على الصراط المستقيم ـــ أسمى المطالب وأغلى الأمنيات.. وفي هذه الآيات عدة فوائد:

‫١- الهداية أجلّ نعمة تُسدى للعبد، وأعظم مكرمة تُمنح لهذا المخلوق، فهي خير ما يطلبه العبد من مولاه، وهي أسهل معبر إلى الأمن والسكينة والاطمئنان، وأيسر جسر إلى الرضوان والتوفيق

جميل