لماذا اتفق كثير من الكتاب علي بداية تاريخ مصر الحديث بدخول الحمله الفرنسيه إلي مصر؟
يبدو السبب هو إصطحابها كثير من العلماء و الرسامين الذين سجلوا و أرشفوا حالة مصر في جميع المجالات مما يمكن إعتباره مرجع و أساس يظهر أي تغيير تم في عصور تاليه.
بدأ الكاتب حكاياته مع الاحتلال الفرنسي و الذي لم يبقي سوى ثلاث سنوات تخللتها ثورات المصريين علي المستعمر الفرنسي، ثم رحيل نابليون خلسة بعد فشل مشروعه التوسعي نحو الشام تاركا مصر و متجها نحو إنقاذ نفوذه و سلطانه بأوروبا.
جاء محمد علي و بدأ تحديث مصر في عصر الباشا. الوالي ذو التطلعات التوسعيه و الذي حافظ بذكاء علي العلاقه مع الباب العالي العثماني و أسس حكم الأسره العلويه له و لأبناءه و أحفاده من بعده.
يثير الكاتب إشكالية الحكم علي عصر محمد علي من المؤرخين حيث الخلاف بين مدرسة الإنجاز الحضاري و التي تعتبره باني و مؤسس مصر الحديثه خلافا ل مدرسة القيمه الإنسانيه و التي إعتبرته خصم المواطن و جلاده.
انحاز الكاتب إلي الرأي الأول ، بينما وقفت شخصيا عند هذا الإختلاف و لم أستطع تجاوز فكرة ترسيخ محمد علي لفكرة الإحتكار و أن الحاكم هو الدوله و السيد بينما الشعب هو رعايا الحاكم و أملاكه، و ليس الرقيب عليه و أساس بنيان الدوله.
مخالفا رؤية المؤلف أعلن إنحيازي ل مدرسة التاريخ الإنساني فهو ب دوره يقود إلي بقاء و إستمرارية الإنجاز الحضاري.
بنهاية عصر الوالي محمد علي توالي أبناءه و أسرته في حكم مصر و زادت الإخفاقات و التراجعات مع بعض الإنجازات حتي وقع الإحتلال الإنجليزي ل مصر بعد تآمر الخديوي توفيق علي عرابي و رفاقه في محاولة تصديهم للغزو الأجنبي ل بر مصر ثم فشلهم و نفيهم خارج البلاد.
اختلفت مع الكاتب للمره الثانيه في بداية تشكل الحركة الوطنيه حيث رأيتها مع الحركه العرابيه رغم فشلها، و يراها المؤلف مع ظهور مصطفي كامل و عصر الخديوي عباس الثاني حيث بدأ النضال السياسي نحو التحرر و الإستقلال مرورا ب محمد فريد ثم سعد زغلول و رفاقه و تشكيل حزب الوفد.
محطات متتاليه من النضال السياسي ضد الاستعمار الإنجليزي سعيا نحو التحرر منذ مؤتمر الصلح ١٩١٧ مرورا بإعلان فبراير ١٩٢٣ ثم إقرار الدستور في نفس العام و تعديله عام ١٩٣٠ ، توقيع مصطفي النحاس معاهدة ١٩٣٦ حيث الاستقلال الشكلي رغبة في التحرر الفعلي.
تولي فاروق ملك مصر عامين تحت الوصايه ثم قامت الحرب العالميه الأولي و إختفي دوره نتيجة لرغبة الإحتلال في توجيه مصر لمجهود بريطانيا الحربي و تأمين جبهة شمال أفريقيا.
أغفل الكاتب موقف مصر فى الحرب العربية عام ١٩٤٨ و التي كان من نتائج الهزيمة فيها هو ظهور حركة الضباط الأحرار السرية و التي كان غرضها تصحيح أوضاع الجيش ثم إنتهت بعزل الملك و السيطرة على مقاليد الحكم.
استعرض الكاتب تاريخ مصر الحديث في صورة مختصره و مركزه في ٢٤ فصل أو حكاية. هي رحلة ممتعه لا غني عنها لمحبي التاريخ ، و تمثل و لاشك فاتح شهية لكل راغب في المزيد من التفاصيل و التحليل من الكتب المتخصصة.