القومية المصرية - هوية وطنية جامعة
نبذة عن الكتاب
"وقد عاشت مصر تاريخها الحديث في تأرجح بين الانتماء للوطن العربي الكبير وبين البحث عن هوية خاصة بها ولعل هذا هو السبب في طرح السؤال الأزلي (هل نحن فراعنة أم عرب) لأن من يريد نفي صفة الفرعونية وإثبات الانتماء للعروبة يسعى في حقيقة الأمر لإذابة الفوارق بين الدول العربية المختلفة لصالح هوية جامعة بينما من يضعف من صفة العروبة ويعلي من قدر الفرعونية فهو يسعى للفكاك من ارتباط مصر بغيرها من الدول، لكن هذا الجدل كان مرتبطا بفترة المد القومي العروبي وما بعده أما قبل ذلك فقد كانت فكرة القومية العربية مختلطة مع فكرة القومية المصرية لأن الغرض وقتها كان موجها ضد فكرة التبعية للدولة العثمانية التي تحاول فرض سلطانها على البلاد العربية باسم الدين حيث تم الترويج لفكرة (الجامعة الإسلامية) والتي كان لها أنصار في البلاد العربية وكان منهم الخديوي نفسه رغبة في وجود انتماء ما يقف في وجه محاولات البريطانيين للانفراد بالأمر في مصر، لكن هذه الفكرة واجهتها كثير من الاعتراضات لأسباب شتى منها أنها تهدد الاستقلال النسبي الذي حصلت عليه البلاد ومنها ما هو متعلق بالدولة العثمانية وأدائها السيء مع البلاد العربية ومنها ما هو متعلق بالتطلع إلى الغرب الأوروبي ومحاولة استلهام الحضارة الغربية بديلا عن التبعية لدولة متخلفة ومنها ما هو متعلق بالعداء للدين الإسلامي من جانب الأقليات وهو ما دعم تبلور فكرة وجود قومية تحل محل الانتماء الديني، في هذه الفترة (عهد أسرة محمد علي) كانت مصر متشابكة مع الأحداث في البلاد العربية لأن الجيوش المصرية كانت بالفعل قد توغلت في شرق ليبيا والسودان والحبشة وأعالي النيل والجزيرة العربية وبلاد الشام وأعالي الفرات بل وتجاوزتها إلى اليونان وكريت والأناضول نفسه وكانت نصف هذه البلاد على الأقل خاضعة للحكم المصري سنوات طويلة مما جعل الفصل بين القومية المصرية والقومية العربية صعبا وبدا أنهما دعوة لشيء واحد."عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 156 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-748-208-6
- دار الأدهم للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
28 مشاركة