اقتباسات من رواية أنت تشرق... أنت تضيء

وحدي من يمكنني أن أفعل ذلك. لم أعتد أن يحقق أحلامي الآخرون.‏

هناك دائمًا حلم واحد للفتيات يركضن من أجل تحقيقه مهما تبدلت الأحوال وتغير الزمن. حلم الفتيات هو الحب، والزواج، والأمومة؛ تمامًا كالعبوات المجمعة الجاهزة التي يطلق عليها ثلاثة في واحد. إنها عبوة واحدة مكتملة تقدمها "فاترينة" الأحلام للنساء، مع الفارق طبعًا؛ فهن لن يستطعن دفع المال لشرائه لأنه حلم. وكما هي الأحلام، يجب أن نعمل بجد لتحقيقها. ولكنها لا تملك أي دافع لتحقيق هذا الحلم لأنه ببساطة لم يكن حلمها. كانت تملك أحلامًا أخرى تحقيقها يحتاج إلى جد أكبر وجهد أكثر.‏

"في عام 1887، عثر الباحث البريطاني الشهير ويليام فليندرز بيتري على هذه المومياوات كان بيتري يبحث عن مدخل هرم الفرعون أمنمحات الثالث، وأثناء ذلك وجد مقبرة رومانية ضخمة عثر فيها على مومياوات وهذه المومياوات كان ملصوقًا بها وجه صاحبها، وتعتبر من أقدم اللوحات في التاريخ.

فكل ما كان عليهم فعله هو إضافة "ألف ولام": المخبز، القرطاسية، الجزار، البقال.‏ ‫ ‏عاشت في تلك القرية كالعدم مثلها ومثل كل الأشياء بها مجرد طيف لا قيمة له، تسكن في منزل فقير، متشقق الجدران، لا تدخله شمس الأبواب متآكلة، الأرضية نخرها السوس.

منزلها يتخذ شكل مكعب زجاجي، ويقع في أشهر وأهم ميدان في المدينة، ويطل على كاتدرائية سانت ماريا ديل فوري، وشاطئ البحيرة ولكي تسكن في مكان مميز كهذا، كان عليها أن تدفع مقابل ما يستحقه ذلك ولأن المشهد يستحق الكثير،

مشروع هام وخطير مفعم بالإثارة والغموض "مومياوات الفيوم".‏ ‫ ‏عندما نطق بـ "مومياوات الفيوم" اقشعر جسدها، فلطالما كانت هذه المومياوات محل حيرة وشك وفضول بالنسبة لها.‏ ‫ ‏طلبت مديرة الصندوق مشاركة المتحف في هذا المشروع الهام؛ سواء أكان ذلك بتمويل مادي أم بمساهمة علمية.

ورجحت أنه بما أنه قضى كل هذا الوقت أمام اللوحة فذلك يترتب عليه شيئان؛ إما أن يذهب مكتفيًا بهذا القدر من الجمال دون الحاجة إلى أن يقوم بمشاهدة عمل آخر، أو يطلب من إدارة المتحف إمداده بمعلومات أوسع عن العمل .

كان يقف أمام لوحة "النعم الثلاثة"، بقوام فارع، وظهر مستقيم، يرتدي معطفًا يصل إلى قبل الركبة بقليل انعكاس الضوء المسلط على اللوحة يزيد من بريق شعره الفضي أثناء تفقدها المتحف في جولتها الصباحية لاحظت أنه أخذ وقتًا أكثر من المعتاد،

"أوفيزي" الذي تأسّس عام 1581، ويضم أشهر وأهم تحف العالم، وقد اختصرت وصفه الكلمة الافتتاحية لخبير الفنون "دافيد جاكوب" في "الكتالوج" الخاص بالمعرض، والذي يحصل عليه الرواد مع تذكرته.‏ ‫ ‏(خلال جولة في هذا المتحف، يمكنك أن تحصل على نظرة هائلة.

متحف غاليريا ديل أكاديميا "أكاديمية غاليري" عيِّنت في قسم تبادل الأعمال الفنية والمنحوتات بينه وبين متاحف مختلفة في العالم لم يكن عملها بحاجة إلى جهد بقدر ما يحتاج إلى تركيز وحذر ووعي؛ فالقطع التي يستقبلها المتحف ويصدرها قيمتها لا تقدر بثمن

في هذا المكان، أعادت تشكيل حياتها، اعتادت فهم الدنيا من منظور مختلف، هذا المكان الذي كان مستشفى ولادة لأمهات لهن ظروف خاصة لا تسمح لهن بتربية أطفالهن. لذلك، كن بعد الولادة يتركن أطفالهن في دار الأيتام.

المهندس المعماري "فيليبو برونليسكي" قبة المستشفى بنيت على شكل قباب الكاتدرائيات، ونحت بها تمثالان لطفلين أحدهما يلف حول وسطه القماط وهو لباس الأطفال حديثي الولادة في هذا التوقيت، بينما الآخر يزحزح القماط عن جزء منه فتظهر عورته.‏ ‫ ‏يجمع المتحف بين التاريخ و الفن و العمارة.

دراسة فنون الحضارات القديمة (الإغريقية والرومانية والمصرية) تلك الفنون التي قامت قبل آلاف السنين، وما زال صداها حتى اليوم يتردد في العالم أجمع سجلت كطالبة في دراسة الماجستير وسجلت كموظفة في إدارة المتاحف الإيطالية التي ألحقتها بالعمل كأمينة متحف "مستشفى الأبرياء، و هو متحف مختلف .

أخبرتها أيضًا أنه في ذلك اليوم الذي غادر فيه، جاءتهم رسالة تفيد بأن هيئة الهجرة أجازت طلبهم، ووافقت على اعتبارهم مواطنين إيطاليين صالحين نعم، بعد كل تلك السنوات، تحقق أمل عاش أبوها على قيد أن يحدث ليس من أجله، ولكن من أجلها هي حتى يقيد في بطاقة هويتها أنها مواطنة و ليست لاجئة.

لقد حرصت طوال السنوات الماضية على أن تكون ناجحة ومميزة وذاقت طعم ذلك. ذاقت طعم النّجاح والتميّز، ومن الغباء أن تجعل كل ما فعلته يضيع منها. قاومت الظروف لتنجح.

"جديدة" هذه الكلمة غير موجودة في قاموس حياتهم. هذه الكلمة تحمل البهاء والرونق والزهاء. وحياتهم كانت مغلفة بطبقة ثقيلة من غبار القديم ومن تمزقه، وبهتانه.‏

فبالرغم من أن الكثيرات كن يفقنها جمالًا، ولكن كان بها ما يميزها عنهن؛ شيء خاص، وساحر وغامض فلها لون الصحراء، وعينا ظبي سارح فيها تتحدث الإيطالية بلكنة غريبة ومثيرة ومميزة فهي ذات اللسان العربي التي تنطق الغين وتنون الألف، وتتكئ

كانت مأخوذة بجمال المبنى الذي بني على الطراز الباروكي، فكانت تتأمله بعينين مندهشتين هل كانت عيناها فقط المندهشتين؟! كل شيء حولها يبعث على الدهشة! لم تتخيل يومًا أنها ستسكن في مكان فخم، مهيب، موحش، بارد مثل هذا.‏ ‫ ‏سلّمتها المرشدة إلى راهبة تشرف على عنبر الطالبات.

كانت هذه الهيئة الجافة، والخشنة، والمعتمة مصدر قوتها لمواجهة الحياة ومعاقبتها أيضًا.‏

‫ ‏علاقتها بأبيها كانت علاقة غريبة بين زوجين، لم تستوعبها يومًا. لم ترَهما يتحدثان حديثًا دافئًا حميمًا، بل كانا يتبادلان جملًا قصيرة جافة ومقتضبة.

وهكذا، تعوّدت على فكرة إعادة التدوير؛ هذه الصنعة التي أتقنها والداها لسد احتياجاتهم، كل شيء أيًا كان يمكن إعادة تدويره: الملابس القديمة، الأحذية، الحقائب، الأثاث، قنانيّ النبيذ الفارغة، شعر نسوة المدينة.