أنت تشرق… أنت تضئ ل رشا عدلي
غلاف ألوانه برتقالية مشرقة، يتوسطه الشمس؟ وفي الجانب الأيمن نصف وجه لبورتريه امرأة من وجوه الفيوم..
وفي الغلاف من الخلف صلوات وترنيمات
لرجل وامرأة تراهما بطلة العمل وتسمعهما رغم أنهما من الماضي السحيق..
إهداء شيق للغاية؛ لكل الوجوه التي تشير لأرواح تناضل من أجل أوطانها..
تتحدث الكاتبة عن خيال العمل مع وجود هؤلاء الناس، وتضع كلمات عن وجوه الفيوم لأندريه مالرو..
بداية جديدة ومختلفة لرشا عدلي إذ تتحدث للقراء بقولها:
" يا رفاق، أنا هنا لإظهار كيف تدور الأحداث ممتعة بسردها على الورق"
وهي تكلمنا عن غموض فتاة سنغوص في ماضيها وحقيقتها، هذا الغوص سيكشف لنا الكثير من ذواتنا أيضًا، كذلك سنرى حيوات وعوالم وأحداث غريبة سنتساءل وكما تقول عن صحتها!!
ونعود لإيطاليا نابولي ١٩٩٠ حيث وصلها مصطفى عبد المولى الصحفي الهارب من سلطة موطنه، وزوجه وابنته الرضيعة رنيم، ولاجئًا، فيفاجىء بوضعه في منزل متهالك في قرية صغيرة، وظل عاطلًا حتى التحقت رنيم بالمدرسة فعمل في مصنع للنبيذ وعملت زوجته في محل كوافير وكانت حياتهما المادية صعبة جعلت رنيم تتفوق حتى الوصول لمنحة في أكاديمية الفنون بفلورنسا، وفي الطريق تقرأ مذكرات والدها الذي حدثها سابقًا عن موطنهم مصر فتفتخر به.
تحولت رنيم إلى شابة متفوقة جامعيًا، تتقن عدة لغات، تعمل في كبرى المعارض الفنية، وترتدي الثياب الأنيقة من روما..
وتحدث صديقتها القروية مثلها رافضة الاعتماد على أحدهم لترتدي ثياب من متاجر عالمية:
"وحدي من يمكنني أن أفعل ذلك، لم أعتد أن يحقق أحلامي الآخرون".
شابة رغم كل تفوقها إلا أنها تحمل بداخلها مشاعر الطفلة الصغيرة التي كانتها ولا تستطيع التخلص منها فلجأت لطبيبة النفسية..
تفقد رنيم والدها فجأة وتقبل الحكومة اعتبارهم مواطنون وترفض الأم ترك العمل، فتعود لمواصلة الدراسة بعد التخرج عن الحضارات القديمة( الإغريقية والرومانية والمصرية)، كما عملت في أشهر المتاحف، لتصبح واحدة من أهم أسماء أمناء المتاحف العالمية، وبعدها تنضم لفريق عمل سيقوم بدراسة كل ما يتعلق بمومياوات الفيوم والتي كانت نموذج رسالة الدكتوراة الخاصة بها..
تغوص بنا رشا كعادتها في أعمالها في التاريخ القديم والإسكندرية في القرن الأول الميلادي..
حيث نائب الامبراطور الروماني وزوجته سيلينا الرقيقة..ثم تعود لرنيم عام ٢٠١٨ في فلورنسا ومومياوات الفيوم ونظرة عيونها المتشابهة جميعًا والتي تبدو هائمة في دنيا حزينة خاصة بها..وكأنهم كانوا ينظرون لموتهم وما بعده في هذه اللوحات التي لصقت على جثامينهم بعد الموت..
تذهب رنيم إلى روما لدراسة عدة مومياوات فتشعر بخيط سحري يربطها بها، وكأنها ترحب بها..ويكون حل استكمال هذه الدراسة هو عودتها إلى مصر..
في مصر وفي قرية فيلادلفيا في الفيوم التي عاشت بها أعظم ثلاث حضارات، قابلت أشخاص في منزل أثري منهم امرأة أشارت لها بالنزول إلى القبو ولكنها فقدت وعيها..
وبين اكتشاف أثري جديد، ومعلومات شيقة مكثفة عن أجهزة الكشف على الآثار حدثتنا بها الكاتبة، يتقدم بحث رنيم وتتطور الأمور إلى مغامرة بوليسية محكمة..
حبكة مدهشة ومغامرات في الحياة قديمها وحديثها، وعمل بعيد عن الجمود التاريخي فهو مفعم بالحياة، وخيال صدقناه فكثير منه واقع..
شكرًا رشا على هذه الرواية المتقنة، وفي انتظار الجديد ..
#نو_ها
سعيدة جدًا بحصولك على الجائزة أنت وأشرف.. فعلا تستحقوها.. وداه خلاني اعيد قرايتي والريفيو بتاعي للرواية ❤️