«العُزلة هي أن تكون وسطَ المجتمع ولا تعرف أحلامَه، أن تبتاع من الأفراد حاجياتك اليوميّة ولا تعرف مصدرها، أن تطلب القهوة من النادل ولا تسأل عن أحواله، أن تركب سيّارة الأجرة ولا تحدّد وجهتك.
حقيبة واحدة لا تكفي
نبذة عن الرواية
دخل بيتَه متأخّرًا. وفي الرواق، وقفَ كمَن يحاول استحضارَ شيءٍ أفلتَ من ذاكرته. تلمّس الحائطَ باحثًا عن زرّ الإضاءة ليشعل النور، لكنّه لم يهتدِ إلى مكانه رغم أنّه وُلِدَ في هذا البيت وكبُر وتزوّج. حتّى إنّه قضّى سنوات طفولته الأولى يتمنّى أن تطالَ سبّابتُه هذا الزرّ. وعندما تقدّم به العمر ووازاهُ طولًا صار يضغط عليه، لا من أجل الإنارة فحسب، بل حتّى يسمع صوت التكتكة التي يصدرها، ويعوّض في آنٍ واحدٍ ما فاته في طفولته، كأنّ الأمر عنده صار عقابًا نفسيًّا يسلّطه عليه. انقضت سنوات أخرى، صار خلالها فارعَ الطول مكتملَ البنية، لكنّه لم يتخلَّ عن نظرته الطفوليّة إلى الأشياء ورغبته في انتقامٍ بريءٍ منها. باتَ ينظر إلى زرّ المصباح شزرًا من الأعلى، بعد أن كان يرفع رأسَه ويمدُّ يده نحوَه أو يقف على كرسيٍّ حين كان طفلًا. لكنّه اليومَ بات يُنزلُ تلك اليدَ ليضغط عليه. ورغم هذا، لا يزال الأمر عصيًّا عليه في الظلام، وتظلّ المحاولة الأولى صعبةً. ومع الوقت صارت عمليّة الضغط عليه تولّد عنده نشوةً تسبق ما يحدثه المصباح من لذّةٍ حين يُصدر نورًا يقتحم الظلمة فيبدّدها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 180 صفحة
- [ردمك 13] 9789931801320
- منشورات ضمّة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
125 مشاركة