أحجار«شواروفسكي» تحمل نقشة الأدلويس، كُنت اقتنيتُها من محلٍّ يقع في جادَّة كارنتنر بفيينا. لقد كانت آخرَ مائة قطعةٍ تحمل تلك النّقشة قبل أن يستبدلَ بها المصمّمُ نقشةَ البجعة.
نوبة الغريبة
نبذة عن الرواية
"دخلتُ غرفتي مقتفيةً النّورَ الصّادر من المصباح الكهربائيّ اليدويّ الذي تحمله روفيا. رميت الوشاح بعيدًا، وارتميتُ على السّرير أبكي دون أن أدري لمَ أبكي تحديدًا؟ كانت روفيا واقفةً لا تدري ماذا تفعل، هل تنصرف لتتركني مع دموعي، أم تبقى لتشاهدني في حالٍ يحبُّ الإنسان أن يكون فيها وحيدًا إلّا مع ذاته؟ ربّما رغبت في الاقتراب منّي وضمّي كما كنّا نفعل أيّامَ السجن، حين يستبدّ الحزن بإحدانا وقد شعرت بظلم الدّنيا القاسية، وظلم الناس الّذين لا نجد مبرّرًا لظلمهم. كنت أبكي وأنشج ولا أدري هل أبكي من مظهر الرئيس المرتعب الذي كان آخر ما علق في ذهني وأنا واقفة على المسرح؟ أم لأنّي كنت أظنّني لا أفعل شيئًا إلّا بعد أن أحيطه من كلّ جوانبه كأنّه أغنيّة، لا أؤدّيها إلّا بعد ضبط كلماتها ولحنها والتدرّب على غنائها، أو رقصةٌ لا أحرّك جزءًا من جسدي على إيقاعها، إلّا بعد أن أتمكّن من الإحساس به كأنّما هو يدقّ بقلبي لا بالبندير أو الدربكة. وها أنا اليوم أعيش حدثًا كأنّما أنا لعبةٌ تُستخدم وقت الحاجة إليها. هل كنت أبكي لأنّ أكثر شخصٍ وثقت به وآمنت أنّه كائنٌ أثيريّ كَسَرَ ثقتي وزعزع تلك الصّورة في ذهني، أم أبكي لأنّي سُجنت مرّةً أخرى بعد أن حَسِبْتُني تحرّرت من ربقة أيّ سجنٍ وغدوت حرّةً شبيهةً بالنّسيم الطّلقِ، أم أبكي لأنّي شعرت بالضّعف، والنّساءُ حين يشعرن بالضّعف يبكين، أم أبكي لأنّي أشعر أنّ من الواجب أن أبكي فالبكاء يطهّر أرواحنا ويغسل قلوبنا، أم لأنّني لم أجد ما أفعله غير البكاء بعد زمن طويلٍ لم أبكِ خلاله؟ "التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 190 صفحة
- [ردمك 13] 978-9931-801-08-5
- منشورات ضمّة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
38 مشاركة