تلك جيده جدآ لزمانها وهي بنظري تعد تطور ملموس في التغير الاجتماعي والأخلاقي الذي طرأ بدفق متواتر علي المجتمع الفرنسي والمجتمعات الغربيه بشكل عام
تحكي الروايه عن فتاة متوسطه الذكاء قليلة الفطنة منعدمة الحدث والتنبئ نشأت في بيئة عاديه لما تنشأ فيه جل فتيات جيلها ولم تعتصم بعلم اوفلسفة او دين تلوز به بوجه الفتن التي يموج بها كل زمان كما تحرك الرياح أمواج البحر الهادره
فتعرضت لرجل اجترء علي الأخلاق وعاش لرغباته لا يرتدع لنبل او خلق سلب عفتها وهجرها كما يفعل كل جبان وخشيت مصارحة والدها بما كان وانتظرت في قلق بالغ لا تعرف بما يكون من حوادث الدهر وعاد ذاك الطفل الذي نشأ معها كتلميذ لوالدها والذي ربط بينهما حب الطفوله ومهد الصبا وقد حمل لها حب واخلاص وتزوجت به عن حب ورأت فيه خلاص لأزمتها التي أوشكت أن تقضي عليها ثم ظهرت الحقيقه واكتشف السر وعلم أن الجنين بأحشائها كان من سفاح وهجرها زوجها مهيض الجناح كسير القلب يعاني لوعة الفراق وخزلان الخيانه وجرت الاحداث جميعها في وصف دقيق محكم كأنك تشاهد فيلم والكاتب فقط يعلق علي تلك الأحداث لا يفوتك منه شيئ
وجرت تلك الحوارات الفلسفيه حول القيم والأخلاق ومعني الدنس الجسدي والروحي وأهمية التعليم لعصمة المرأة وجمايتعا وقدرة المرء علي الغفران واستكمال مسيرة الحياة او أن ذلك جبن عن اتباع القيم والتمسك بها
كانت مناقشات جوفر وربيير ومواقف جوفر من ابنته وزوجها هي أيقاع ناطق لمعني تلك القيم التي نجح الكاتب في تصويرها
ولكن ليس بمقدرة المجتمع الفرنسي في العدول عنها الأن وانتهاج قيم الحرية الجنسيه الكامله