اقتباسات من رواية فلستيا (سروج خالية)

‫ بعد عام الخيزرانة بخمس سنوات (عام النكسة) عام حرب الأيام الستة، الأعوام والتواريخ تحمل صفات وأسماء محلية وعامة، مرت خمس سنوات على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان ‫ في المكان نفسه الذي تعطلت فيه شاحنة الجنود، تعطلت حافلة على الشارع الرئيس لمخيم فليستيا

قوية قوى الخير لمجرد أنه صاحب فكرة، كما وله تفكير قاصر توهم بالنصر.

‫ أنتم تشاهدون الآن، وتقولون هذا قادم من معركة، هو أفضل منا كان ينوي المشاركة في معركة، دعونا نجعل منه قائدًا.

كثيرون يعشقون البِئر، ولكنَهُم بِلا دَلو، كُنْ ارتوَازيًا لتكُون لكَ الأرض والسَماء فرشة ولِحَافًا، بين الصَخَب والغضب تتيه الثورة، بين المناوشات والمعارك تُستنزف الحرب ليحصل انتصار، على أبواب جهنم أن تُفتحَ على مصراعيها لسحق العمي، ما أحوجنا إلى ثورة يُقلب فيها عاليها واطيها!

وجودك في قضية كما الغابة تخفي تفاصيل الشجرة،والجيش يخفي تفاصيل الجندي، والثورة تخفي صفات المقاوم، في حالات يكون المقاوم والفرد له صفات بارزة يبقى أثرها بالتدقيق كما الفدائي الذي يلقي البندقية، أو كما الجندي وأبو جدعان الذي يقاتل حتى النهاية (بعد تفكك وانهيار الجيوش العربية).

أبو جدعان) الأردني الذي قاتل في معركة اللطرون، حتى فرغ منه الرصاص وأصيب ووقع في الأسر، وطلب موشيه ديان الذي كان في الطرف الآخر من المعركة مقابلته، كان ومن مثله يقاتلون على أبواب القدس.

في ذلك اليوم الذي تم احتلال كامل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء ‫ يكتظ الموت في الطرقات، متوفر دون حاجة أو إشعار مُسبَّق، حتى أن الحياة تبدو للوهلة الأولى أصعب، فيها يتحلل الناس مما لهم من عاداتٍ وقواعدَ،

من منكم مات؟ من منكم ما زال يموت؟ من منكم عورة تسترها أوراق التوت؟ ‫ لم يكن سلوكهن منظمًا ومفهومًا، وبعض عناصر وشذرات المعرفة تم التقاطها بدون ترابط أو تنظيم أو تناسق، فحتى المشاعر متناقضة ومتناثرة، والأفكار لا يُكمل بعضها بعضا

وزاد من الضجة أنهم لم ينتبهوا إلا وثلة من الجنود الإسرائيليين بينهم وقد أخدوهم في دوكة، قد دخلوا بعد أن دفعوا الباب. ومن يرتفع صوته ويقوده الادعاء، يفقد الحس والحذر والقدرة على الفعل.

(اليوناني ديمس روسوس)، ونالت إعجابهم فار أواي، وتم تكرار الاستماع إليها مرارًا، وفورًا قاموا بتعريب اسم اليوناني، واجتهدوا أنه من أصول عربية مصرية، واسمه دعمس أبو الروس، فمن ليس له من يفتخر به يدّعي ما ليس فيه أو لديه، وانتقلوا من (دعمس أبو الروس) إلى أحمد عدوية

فالبعض يلغي الوطن والمرأة والحق كموضوع، ويستبدلها بنظرته وتفسيره لها، ويتوقع ويطالب الآخرين أن ينظروا إلى الأشياء نظرته نفسها إليها.

رواية من نسج الخيال القريب من الواقع، وأي تشابه في الأماكن والأسماء هو من باب الصدفة المحضة».