اقتباسات من كتاب كيف تجد الحب: سلسلة مدرسة الحياة

في منتصف القرن العشرين، صاغ المحلل النفسي الإنجليزي دونالد وينيكوت Donald Winnicott عبارة لمساعدة الآباء القلقين ممن يبذلون قصارى جهدهم إلا أن قلقهم لا يني يتزايد بسبب عجزهم عن أن يكونوا آباء مثاليين قال وينيكوت إن الهدف الحقيقي ليس أن يكون الآباء مثاليين من جميع النواحي وإنما فقط أن يكونوا «جيدين بما فيه الكفاية» فالأطفال لا يحتاجون إلى آباء مثاليين، بل إلى آباء عاديين، لديهم عيوبهم، آباء حسنو النية يرتكبون الأخطاء، ويندمون، ويقلقون، يرتبكون ومن ثم يعتذرون، آباء لديهم حاجات أخرى في حياتهم قد يكون لها الأولوية في بعض الأحيان، لكن يمكنهم أن يظلّوا محبّين ولطيفين وقادرين على تلبية احتياجاتهم

يجب أن نسعى جاهدين لنتعايش بسلام قدر الإمكان مع فكرة أن نكون وحدنا.

ومن ثم فنحن نحتاج، بداعي اللطف الحقيقي، إلى شجاعة السماح لأنفسنا بأن نكون مكروهين. إن الحاجة النفسية للظهور بلطف بأي ثمن ستضمن أننا لن نكون سوى قساة بهدوء وبشكل استثنائي. وعلى هذا نحن مدينون لأولئك الذين لم نعد نحبهم بقتل كل أمل والسماح لهم بكرهنا، واثقين من قدرتنا على تحمل غضبهم. في النهاية، هذا هو اللطف الحقيقي.

تتشكّل الطريقة التي نتعامل بها مع الحب كبالغين

‫ إلى حد كبير من خلال الطريقة التي عشنا بها

‫ الحب كأطفال.

على أي حال، فإن قَدرًا من الحكمة يبدأ بمعرفة أن غرائزنا ستكون في بعض الأحيان مُضلِلة للغاية. فهذه سمة كل الغرائز البشرية، وليس فقط النوع العاطفي منها

شجاعة السماح لأنفسنا بأن نكون مكروهين.

ننتج أفلامًا، ونجري دورات، ونوفر المعالجة، ونصنع مجموعة من المنتجات النفسية. تصدر «منشورات مدرسة الحياة» كتبًا تتناول أهم مشكلات الثقافة والحياة الانفعالية. إن كتبنا مصممة بحيث تجمع بين التسلية والتثقيف والمواساة والتحوّل الذاتي.

‫ ****

‫2 - جيد بما فيه الكفاية ‏ ‫وفظيع بشكل واضح ‫ أحد العوامل التي تمنعنا من الالتزام بشريكٍ هو الشعور بأنه ليس من الطبيعي أن تنطوي علاقتنا به على مشكلات ومن ثم تسويات وتراضٍ ونحن، ربما بتأثير من خلفية ما،

بمساعدة الخيال، نبدأ بالتعرف على فضائل أقل بروزًا لا يمكننا رؤيتها إذا نظرنا وجهًا لوجه فممارسة الخيال هي مفتاح الحب إنها الحب بطريقة ما، لأنه يتعيّن في نهاية المطاف تقديرنا جميعًا بشكل إبداعي مُحفّز بالخيال لمنحنا التسامح والمغفرة على المدى الطويل.

فعندما تُكبح مخيلتنا، فإننا نحكم على الأشخاص بناءً على الأشياء الواضحة جدًا المتعلّقة بهم فربما نلتقي بشخص لطيف للغاية، لكن أنفه كبير ونراه غير مناسب أو ربما كان مهندسًا، لكن المهندسين طيبو السريرة وأيضًا لا نراه مناسبًا ربما كان غنيًا، و الأغنياء متكبرون.

فالواقعية في النظر إلى الذات تؤدي إلى تفاعل أكثر واقعية مع الآخرين. فهي تساعدنا على التفاوض بشكل بنّاء حول أفكارنا عمن قد يكون جيدًا بما يكفي بالنسبة لنا. بالطبع، لدينا الكثير من المزايا،

خاتمة ‏ ‫الواقعية ‏ ‫1 - الصعوبة والخيال ‫ غالبًا ما نقول لأنفسنا إننا لا نلتقي بأحد يمكن أن نخرج معه وحتى لو كنا نعيش في مدينة تعدّ الملايين ولدينا إمكانية الوصول إلى مليارات أخرى من خلال وسائط الاتصالات، فنحن واضحون بشأن وضعنا.

حان الوقت لتحرير «الرفقة» من أغلال الاقتران، وجعلها متاحة على نطاق واسع وميسور كما أراد المحرِرون الجنسيون للجنس أن يكون.

‫ في غضون ذلك، يجب أن نسعى جاهدين لنتعايش بسلام قدر الإمكان مع فكرة أن نكون وحدنا لفترة طويلة.

القصد من التحرّر الجنسي إتاحة رؤية أكثر وضوحًا عند اختيار الشريك الذي يرغب أن يكون معه حقًّا. لكن العملية لا تزال نصف مكتملة.

‫6 - نفاد الصبر

‫ من أهم مبادئ اختيار الحبيب بعقلانية عدم التعجل في الاختيار. إن الشعور بالرضا عن العزوبية شرط مسبق للاقتران المُرضي. فلا يمكننا الاختيار بحكمة عندما نشعر بأن البقاء في العزوبية أمر لا يطاق.

بمجرّد أن نتعلّم أن نرى أنفسنا أغبياء بالفعل وبالطبيعة، فلن يهم كثيرًا إذا فعلنا شيئًا آخر قد يبدو غبيًا يمكن للشخص الذي نحاول تقبيله أن يعتقد بأننا أغبياء بالفعل، لكنه إن فعل ذلك فلن يكون ثمة جديد في الأمر، وإنما سيؤكد فقط ما قبلناه بالفعل و برحابة صدر.

مدى خوفنا من الإذلال يعتمد على شيء واحد على وجه الخصوص: مدى ارتباطنا بكرامتنا.

‫ يمكن للإغواء أن يصيبنا بنوع من نقص الثقة عندما نشعر بالحرص الشديد على ألّا نبدو سخيفين أبدًا.

فنحن نحتاج، بداعي اللطف الحقيقي، إلى شجاعة السماح لأنفسنا بأن نكون مكروهين. إن الحاجة النفسية للظهور بلطف بأي ثمن ستضمن أننا لن نكون سوى قساة.

الحقيقة أن المخاوف المزمنة لطفولتنا ليست على الأرجح سوى تخيّلات. لا بد من بعض اللحظات الدرامية بالتأكيد، وقد تكون الأخبار مروعة، وربما كان هناك دموع وصراخ وأشياء محطمة، لكن يمكن للبشر دائمًا أن يتخطّوا ليلة من البكاء الهستيري

مَن نتركه سيشعر بالطبع بالغضب والاستياء لبعض الوقت، لكنه على الأرجح سيبقى على قيد الحياة فما يعيقنا ليست فكرة عدم قدرته على المواجهة وإنما الشعور بأننا لن نكون قادرين على التعامل مع إزعاجه وينتهى بنا الأمر إلى الشعور بالقلق الشديد من مجرد فكرة إغضاب شخص آخر.