▪️ اسم الكتاب : مثل ريح طُرزت بالأرض
الكاتب : إيلاريا توتي
عدد الصفحات 471
دار النشر : منشورات تكوين / مرايا
▪️تتحدث الرواية عن قضايا المجتمع الأوربي قبل ١٠٠ عام ، والأطار الضيّق الذي وضعة المجتمع في ذلك الوقت لصورة المرأة وصورة الرجل ، فالمرأة تعاني من تضييق دورها و انعدام حقها في اختيار عملها وحياتها وحتى لباسها ، بينما حصر مفهوم الرجولة في اللباس العسكري في القسوة والبطولة في وجوب خوض الحرب والموت في ساحات المعركة ، ، ماذا يحدث إن خرجت المرأة عن هذا الإطار ؟ وماذا إن فعل الرجل مثلها ؟ كيف ستكون ردت فعل المجتمع وهل سيتقبلهما ؟
▪️تقع الأحداث في زمن الحرب العالمية الأولى
حيث تنسج الكاتبة عالمها بين مستشفى عسكري يدرنه مجموعة نساء ، وبين جنود على أرض معركة هي من أشرس المعارك التي عرفتها البشرية.
▪️ما بين الدكتورة كيت وزميلاتها وحربهن لإثبات حقوقهن ضد مجتمع ظالم ، والعقيد الكسندر ورفاقه في ساحة حرب أرغموا عليها وهم كارهون ، خطان متعاكسان للحرب والسلم فهل يمكن أن يجتمعان ؟!
▪️ رواية رائعة وممتعة ، من شخصيات مرسومة بدقة وأخداث وحبكة ، ملحمة خطها قلم الكاتبة بثبات وعمق ، جمعت بين الإثارة والتشويق وكثير من المشاعر والأحاسيس ، أظهرت الكاتبة بشاعة الحرب ونقلت صورتها كما لو كنت في وسطها ترى أهوالها ، والظلم عندما يرتدي رداء الفضيلة ، وأظهرت معاني سامية لروابط الأخوة والصداقة الناشئة من عمق المعاناة بمختلف أنواعها والتي قد تكون أقوى من صلات الدم أحيانا ، والمسؤولية عندما تكون في موضعها الصحيح ، كالإدارة والحرب والصداقة والأمومة، صورت لنا رحلة البحث عن الذات ، وكفاح وصراع من أجل اثبات الحقوق وتحدي وثبات في وجه المصاعب و العقبات ، ولذة الانتصار ، لم أشعر فيها بالملل أبدا واستمتعت بقراءتها وبعض الرسائل الجميلة التي حملتها لكن في نفس الوقت أنبه على بعض السلبيات بعض الألفاظ الغير لائقة والقيم المخالفة وهناك إشارة وإن كان تعريضا بحقوق المتحولين والمثلية ، كما أن الحقوق المقصودة في الرواية لاتمت لما ظهر الآن بما يدعي بالنسوية بصلة .
هل كل مطلب أو هدف يستحق المطالبه به ، وهل كل مطلب هو حق ؟ أو هل كل مُطالب بحقه هو على حق ؟ ويستحق الوقوف معه؟ ليس على العموم طبعا ، إن كان لا يخالف الدين فنعم ، بل بعض الحقوق أحيانا يكون منبعها الدين فهذه نعم المطالب.