اقتباسات من رواية سر الزعفرانة

الشَّمس في الظهيرة ساخنة وسموم الرياح تلفح وجوهنا، يلمع ضوؤها فوق رؤوس النَّخيل مثل تاجٍ فضيّ جميل،

تعبق منه روائح عطريَّة جميلة، بعضها أعرفه كرائحة الحنّاء، والنعناع، والفلفل. أواني النُّحاس المدوّرة فوق رفوف خشبيَّة تلمع أمامي. الغيوم البيضاء تمرّ من كوّة صغيرة.

‫ نظرت إليها، قلبي يحبّ حلاوة كلماتها، هززت رأسي وأنا أشبك إصبعي الصَّغير بإصبعها.

ليس كلُّ ما هو في الظاهر حقيقيًّا، وقد تغدو الحقيقة الطافية على السَّطح كذبة هشّة، فما عليك أن تطير سريعًا في إثرِ الأخبار، انتظر حتّى ينقشع الغبار.

❞ «للباطل جولة وللحق جولات». ❝

❞ يصلّون ويصومون ويذكرون الله طويلًا بألسنتهم، ويستغفرون، لكن حين يحضر المال يغيب كلّ ذلك. ❝

❞ أتأمّل حياة البشر وهم يتحدّثون عن الله الواسع الغنيّ الكريم، لكنّهم ينسون ذلك عند بروز أوَّل منافس. يبدو الأمر وكأنّنا نفقد الثقة في عطائه ونبدّلها بالرغبة الحمقاء في الفوز بأشياء الآخرين، ❝

❞ مسراتهن هشَّة لا تساوي فتات خبز يظفر بها طيرٌ كسول ❝

❞ أوصدت بوّابة الماضي، تخفّفت ذاكرتي من حمولتها، لكنّي سئمت الفراغ ❝

❞ لا تحتمل الحياة المرارة طويلًا، علينا أن نمضي قدمًا رغم ذاكرتنا المحمّلة بالقصص التي تجعل السير ثقيلًا. ❝

❞ سطعت شمس اليوم التَّالي ناصعةً حنونة، تغسل أوزار الأمس، وتمسح ذنوب الإخوة الجائعين إلى ما يملكه الآخرون. ❝

❞ قطعنا مسافاتٍ لا يخترقها إلّا الأبطال واليائسون ❝

العلم هو ما يجعلنا نتحسّس دربًا منيرًا مترعًا بالمعاني والرموز ولا نكتفي أبدًا. إنّه الشغف المكنون والنهم العجيب لالتهام كلّ ما يقع بين أيدينا من الكتب، وهو العطاء الدّافق الفيّاض الذي به نجتاح الأمكنة، وندكّ الحصون، ونتجاوز كلّ الحدود،

حين تخرج من أفواهنا الكلمات تُنفخ فيها الحياة، تسخن وتطير مثل فراشاتٍ تخفق باسم الحضور، تجرُّ معها عربة الأمنيات،

لا يبقى أمامنا غير التوكّل وتسليم الأمر إلى مشيئة الله وحده، عندها تصبح الحياة نهرًا دافئًا متدفقًا يختلج بالسعادة والرضا، وحتّى عضّة الفقد تغدو انقلابًا مؤقتًا.

«الصلوات هي تسليم للربّ، كي يغسل أحزان قلوبنا، ويزرع نوره فينا. إذا حضر النُّور ذهبت العتمة، وامتلأ القلب بالحبّ. كوني مع الله، حيث لا يوجد إلّا الحبّ، ستنهزم الكراهيّة والحقد، ت

ما أن نفتّش عن الله في قلوبنا، حتّى نسمع صوتًا يدلّنا عليه،

«إنَّ ما نرجوه بيقين يأتي حتى وإن تأخّر، سيسوقه القدر إلينا».

«كيف تصنع الحكايات؟ ولماذا تبكي النِّساء، ويضحكن ويتألّمن ويسعدن في الوقت ذاته؟

للحياة مذاقٌ سعيدٌ لا يعرفه إلّا الذين حدَّق الموت في عيونهم، وللحريّة نورٌ يشعُّ في العيون التي اشتعلت فرحًا بعد أن اختبرت هبوط الموت فوق الصدور وتكبيل الخوف للأقدام.