اقتباسات من رواية سر الزعفرانة

ما فتئت تنفتح في قلبي فجوة عميقة تطلُّ روحي منها، توشوش في أذني أصوات السكينة، تربّت على خدّي، وتمنحني السلام.

الصلوات هي تسليم للربّ، كي يغسل أحزان قلوبنا، ويزرع نوره فينا. إذا حضر النُّور ذهبت العتمة، وامتلأ القلب بالحبّ. كوني مع الله، حيث لا يوجد إلّا الحبّ، ستنهزم الكراهيّة والحقد، تصبحين رحيمة بنفسك وبالآخرين، تكونين محبّة،

أشعر بنظرته تخترقني، تحملني إلى كونٍ غامضٍ وتتركني هناك.

سهل عليها أن تحوِّل المرارة إلى أمل، وكأنّها عاشت ذلك في حيوات سابقة انتهت بأن تفرّغت لدرسها الأخير في وجودها هذا

ليس كلُّ ما هو في الظاهر حقيقيًّا، وقد تغدو الحقيقة الطافية على السَّطح كذبة هشّة،

غيري: «إنَّ ما نرجوه بيقين يأتي حتى وإن تأخّر، سيسوقه القدر إلينا

هل تظنّين أن السَّماء فقيرة إلى هذا الحدّ؟ ألا يوجد فيها سوى رجلٍ واحدٍ، عليك الفوز به؟ ما الذي يمنع أن تنتظري نصيبًا أوفر بقلب مليءٍ بالرضا؟

للحياة مذاقٌ سعيدٌ لا يعرفه إلّا الذين حدَّق الموت في عيونهم، وللحريّة نورٌ يشعُّ في العيون التي اشتعلت فرحًا بعد أن اختبرت هبوط الموت فوق الصدور وتكبيل الخوف للأقدام.

نغمض أعيننا، ونعدّ أنفاسنا حتى تنزاح الذكريات التي لا نحبّ.

لا نفرّق بين السراب والحقيقة، لأنّ كلّ ما نراه يصبح حقيقة

طالما هم أحياء في قلوبنا فهم لا يموتون، إذا نسيناهم انطفأت علامات الدرب بيننا وبينهم.

لا تنكري الكائنات. امنحيها أخوَّتك وترفّقي بها؛ لأنّنا في عالم الله بشر ندرك ما تدركه بقيّة الكائنات. ونورنا لا يحجبه سوى الكبر والغرور

لا تكاد تنتمي إلى هذا العالم تحدّق في الأفق وكأنّها تقرؤه.

لا تحتمل الحياة المرارة طويلًا، علينا أن نمضي قدمًا رغم ذاكرتنا المحمّلة بالقصص التي تجعل السير ثقيلًا. أوصدت بوّابة الماضي، تخفّفت ذاكرتي من حمولتها، لكنّي سئمت الفراغ فرحت أتلهّى بمزيد من القصص.

أقصُّ عليه قصّةً تنمو في رأسي كشجرةٍ صغيرةٍ في صحراء لا جذور لها.

القهقهات توقظنا؛ فيخبرنا أبي أنّه عرس يُحتفل به بين نجومٍ نالت أخيرًا مبتغاها.

ومثل شقية تتمرَّد أُسقط ذاكرتي، كما تسقط طفلةٌ ربطة شعرها في البئر، لكنّها لا تذهبُ بعيدًا، بل تعلق في رأس حجر في مكانٍ قريبٍ.

في كلّ مرة أموت يجبرني ملاك الموت على العودة، وكأنّه يقول إنَّ الأمر ليس بيدي، يدفعني إلى الخلف، فيمسك بي آخران من نورٍ، وأنا أسقط في هوَّة الموت، يحملانني عاليًا، يضعانني على فوّهة الحياة من جديد.

خبت أصوات الرِّجال، عدا واحدٍ يغنِّي أشواقه البدويَّة للحريّة ولوفرة الماء والفوز بالغنائم، ولعيني الجميلة.

رجالنا ذوو الفراسة يتنقَّلون دون بوصلة ولا يهابون الموت