اقتباسات من رواية سر الزعفرانة

«ولكي يتسنّى للنساء أن يكبحن جماح هذا الوحش الضاري الفطريّ في النفس، من الضروريّ أن يحافظن على امتلاك كلّ قواهنّ الغريزيّة التي يكون بعض منها هو البصيرة الثاقبة والحدس والمثابرة والعشق العنيد والمشاعر الفيّاضة والرؤية الحادّة والسمع المرهف والغناء فوق الموتى والقدرة الغريزيّة على الإشفاء والحنين. ويوجد أيضًا داخل طبيعة النفس جانب متأصّل فيها ضدّ الطبيعة».

‫ كلاريسا بنكولا، «نساء يركضن مع الذئاب»

ليس حبًّا في الزَّواج، ولا رغبةً في حياة ممتدّة، بل هربًا من الوجوه التي تذكّرها بفشلها ويأسها من تلك الحياة التي وثقت بها فما فتئت أن عضّتها بنابٍ سامٍّ.

عادت الثُريّا تزين السماء الصافية، فأشار أبي نحو عنقود النُّجوم السَّبع التي تلمع فوق رؤوسنا، هذا دبران الوفيّ، نجمٌ يتبع الثريّا، لهذا يقولون: «أوفى من دبران».

❞ لا يعرف الإنسان نفسه إلّا وحيدًا، ولا يسع المرء أن يكون حرًّا قبل أن يمنح الآخر حريّته. ❝

❞ الصلوات هي تسليم للربّ، كي يغسل أحزان قلوبنا، ويزرع نوره فينا. إذا حضر النُّور ذهبت العتمة، وامتلأ القلب بالحبّ. كوني مع الله، حيث لا يوجد إلّا الحبّ، ستنهزم الكراهيّة والحقد، تصبحين رحيمة بنفسك وبالآخرين، تكونين محبّة، وأوّل شخص تحبّينه هو ❝

❞ لطالما كنت أنام وأنا أتوسّد ظهر غيمة، وحين أفتح عيني لا أصدّق أنّني عدت إلى الواقع، بل يعتريني يقين أنّها العودة إلى الوهم، وأنّ الحقيقة حيث كنت. ❝

❞ حينما لا نولي أمور الحياة كلّ تلك الأهميَّة، نجدها قد استقامت وخفّت. ❝

❞ كلّما عثرت على ملجأ أغرس فيه جذوري، وأعرف به نفسي، طوَّحت بي عاصفة فأضيع، كأنّني في هذه الحياة بلا منزل. ❝

❞ الحب مثل مواسم النَّخيل، تصرم فصلًا وتزهر آخر، والوقت يجعله كالتَّمر أعمق مذاقًا وأطول عمرًا. ❝

❞ تعيش وسط حضور كامل مع الأشياء في حركاتها وسكناتها، وتخطو خطواتها بثبات وسكون. ❝

❞ قالت: «لا تنكري الكائنات. امنحيها أخوَّتك وترفّقي بها؛ لأنّنا في عالم الله بشر ندرك ما تدركه بقيّة الكائنات. ونورنا لا يحجبه سوى الكبر والغرور». ❝

❞ تعلَّمت مع أخي عامر كيف نبتلع مخاوفنا ونرّوض آلامنا، نصبر على الوقت، نغمض أعيننا، ونعدّ أنفاسنا حتى تنزاح الذكريات التي لا نحبّ. تعلمنا كيف نستمرئ غصّات الوحدة، أخذنا نتمرّن على مساكنة الألم، فصرت أمًّا لعامر وأصبح هو أبي الصَّغير. ❝

❞ فأجد الأحبّة الذين فقدتهم هناك، يخبرونني أنّهم لا يتألَّمون ولا يحزنون، وأنَّ حياتنا التي امتلأت آلامًا لن تطول. يحثونني على الصَّبر قائلين إنّ الرِّحلة قصيرةٌ. نحن نتألّم لأنّنا نسينا من أين جئنا، ونظن أنّ هذا مقامنا الأخير. ❝

❞ لا تحتمل الحياة المرارة طويلًا، علينا أن نمضي قدمًا رغم ذاكرتنا المحمّلة بالقصص التي تجعل السير ثقيلًا. ❝

تعدّدت مواهب زعفرانة بين السحر والتطبّب، والطهي، وإعداد لوازم العروس، فزادت شهرتها وصار النَّاس يعتمدون عليها لأنها لا ترفض طلبًا ولا تتردّد في قبول مهمّة حين أسألها عن بعض ما تفعله تقول: «ليس كلّ ما أفعله أعرفه، بعضه كأنّ أحدًا غيري يقوم به». أسألها: «هل أستطيع أن أفعل مثلك؟»، فتقول: «إذا آمنت أنك تستطيعين، ستنجحين».

الشَّراسة موهبة تولد فينا منذ الصغر نحن من نهذّبها أو نسقيها.

عرفت رغم ظلامي من أنا، أدركت أنّني من مجرّة أكبر؛ من منبع كلّنا نأتي منه، كلّما لمست الأرض بقدمي أدركت أنّي مجرّد زائرة، وأنّ هذه العوالم الضيّقة تدلّ على حقيقتي الصافية.

المرء يحتاج إلى الكلمات والمعاني احتياجه إلى الممتلكات والنَّاس والمشاعر المتراكمة تصوّب من وهاد الماضي وتقطع أفياء الحاضر كي يعرف نفسه.

هذا العالم الغريب! كلّما عثرت على ملجأ أغرس فيه جذوري، وأعرف به نفسي، طوَّحت بي عاصفة فأضيع، كأنّني في هذه الحياة بلا منزل.

في مختصرها رحلة لا أقلَّ ولا أكثر، ليست جيّدة ولا رديئة. غوصٌ في معنى عصيٍّ، غامضٍ شديد التَّشويق.