قطار إلى باكستان
نبذة عن الرواية
يمضي «كوشوانت سِينغ» في بداية هذه الرواية ليقول لنا كيف عاش السيخ والمسلمون معًا في سلام لمئات السنين. ثم ذات نهار وفي نهاية صيف ما، يصل «قطار الأشباح»، قطار جنائزي صامت محملٌ بجثث آلاف اللاجئين، مذيقًا القرية أول أهوال الحرب الأهلية. تتحدثُ الروايةُ عن التعصُّب الدينيِّ الذي مُنيَت به الهندُ في نهاية فترة الخمسينيات من القرن الماضي إذ الجرح لا يزالُ داميًا، وهي درّةُ ما كتب سِينغ وما عرفه بها الجمهور. تناقش ما تفعلُه روحُ العنصرية إذا ما عمّتِ المكان، فيُعمي الغضبُ والحقدُ والكراهيةُ روحَ الإنسان ليتحوّل إلى سفّاك دماء، ويموت كلُّ نبضٍ حيٍّ في قلب المتعصّبِ؛ فيصير صاحبُه عبدًا لهواه وأحلامه، وكيف يمكنُ لقلبٍ محبٍّ أن يفسحَ مكانًا للحياة والأمل، والمؤلّفُ يقولُ: "الحياةُ قصيرةٌ جدًّا على أن يكونَ للإنسان ضمير". وبصنعة روائيٍّ مُحترفٍ، سَاقَ كاتِبُنا ثلاثةَ نماذجَ في المجتمع لها اليدُ الطُّولَى في إصلاحه، لكنّها لم تستطع أن تُطفِئَ اللَّهبَ المستعرَّ جرّاءَ التعصُّب؛ فلا العقلُ مُمثّلٌ في المثّقفِ اليساريّ يستطيعُ؛ ولا رَجُلا الدين: الراهبُ والإمامُ يَملكان لمجتمعِهما نفعًا ولا ضرّا؛ ولا السُّلطةُ مُمَثّلةٌ في الشرطة وحاكمِ المنطقةِ بقادرَينِ على تغطيةِ الآلامِ أو كَبتِها التي سبّبتها ثَعَابِينُ الواقعِ وهي تنفثُ سمَّها في دماء الجميع. لقد صَدَقَ الكاتبُ إذ أشارَ، من طرفٍ خفيّ، إلى ما يُصيبُ المجتمعاتِ من ويلاتِ التعصُّب إذ قال: "الوعي بالطالح شرطٌ أساسٌ سابقٌ لرفعة الصالحِ. ليس من الصواب أن تحاولَ أن تبنيَ طابقًا ثانيًا على بيتٍ جدرانُه متهاويةٌ. سيكونُ من الأفضل هدمُه. من الجُبنِ والتهوّرِ أن تتقيّدَ بالقواعد الاجتماعية عندما لا يؤمنُ المرءُ بالمجتمع ولا بقواعده. شجاعتُهم هي جبنُك، وجبنُهم هو شجاعتُك. كلّها مسألةُ مسمّيات. يمكن للمرء أن يقولَ إنّه يحتاجُ إلى الشجاعة ليكونَ جبانًا. معضلةٌ، ولكن يمكن للمرء الاستشهادُ بها". حقًّا؛ لولا سوادُ الليل، مَا ظَهرَ القمرُ!التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 234 صفحة
- [ردمك 13] 9789921705249
- دار شفق للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
63 مشاركة