أوضاع العالم 2022: فرنسا... قوة عظمى خذلها العصر
تأليف
مجموعة من المؤلفين
(تأليف)
دومينيك فيدال
(إشراف)
برتران بادي
(إشراف)
نصير مروة
(ترجمة)
لا تزال السياسة الخارجيّة الفرنسيّة عُرضةً، منذ زمنٍ طويل، للأضواء المُسلّطة عليها والأنوار الكاشفة لها، فتُقدِّمها حيناً كأثرٍ من آثارِ مجدٍ غابر، وبقيّةٍ باقية من عظمةٍ منصرمة، وطوراً كعلامةٍ على حضورٍ مستمرٍّ في عالمٍ لا حدود له، ومرّةً كسِمةٍ على غطرسةٍ جريحةٍ جرَّحها تعاقبُ الاخفاقاتِ وتوالي الخيبات. ولا زال السجال حولها حادّاً، يرفعُ من وتيرته النظام الرئاسي. فلا زال كلّ نزيلٍ من نزلاء قصرِ الإليزيه يريدُ أن يجعلَ من دبلوماسيّته العربون الذي يؤكِّد نجاحه ومهابته... ومع هذا فإنّ هذه السياسة لم تحظ إلّا بالقليل من الدراسة، وظلّ النظر إليها يتمّ من خلال سلسلة أفكار مسبقة لم تخضع للتقييم: مثل فكرة العظمة الديغوليّة، ورؤية الخارج إليها؛ أو مثل وظيفة الترسانة النوويّة في زمن ما بعد القطبيّة المُلغز؛ ومثل المطالبة بنقاط حِمىً أو مواقع نفوذ وبسيادويّة بلاغيّة أرهقتها ونالت منها العولمة؛ ومثل ازدهار سياسة الإعلان والاتّصالات الملحوظ... فهل ثمّة مبدأٌ ناظمٌ لمجمل هذه السمات، وهل تُرى البرامجيّات المرتبطة بها تتوافق مع السياق الدولي الراهن؟ في محاولتهم فهم الكيفيّةِ التي تندرجُ بها فرنسا في هذا العالَم الذي تزدادُ ارتهاناً له، يجيبُ مؤلِّفو هذا الكتاب على ثلاثة أسئلةٍ كبرى تمثِّل محاور الكتاب الرئيسة: كيف تندرج هذه السياسة في التاريخ؟ وهل إنّ أدواتها متكيِّفة تستجيبُ لاعتباراتٍ أخرى اقتصاديّة وسياسيّة وإداريّة وإيديولوجيّة؟ ثمّ هل يمكن قياس نتائج هذه السياسة وتبيان سدادها في ما عنى الرهانات الكبرى المعاصرة؟ وبالإجمال فإنّ هذه التحليلات المضيئة تحاول أن ترسم على نحوٍ غير مباشر ملامحَ سياسةٍ أخرى بديلة.