أغبياء في السياسة

نبذة عن الكتاب

"عَمِلتُ في مجال السياسة أربعة أعوام تقريبًا، بالتحديد أربعة أعوام إلا ثلاثة أشهر. كان حزب الحركة المسيحية الديموقراطية السبب وراء اختصار مدة عملي، حيث انسحب الحزب من الائتلاف الحاكم. ولم ينجح الائتلاف بدونه في الفترة الانتخابية الثالثة، وكانت فترة الخمسة وأربعين شهرًا من أكتوبر 2002 حتى يونيو 2006، كافية كي أرى في السياسة ما لا يراه المواطن العادي، أو يراه ويتظاهر بأنه لا يراه، أو ربما لا يتظاهر؛ لأنه غير معني بالأمر. الأسوأ من ذلك، وهو ما سأحدثكم عنه، هو ما لا يراه مواطنون قرروا الدخول إلى عالم السياسة، أو يرونه لكن بعد فوات الأوان، وفجأة يجدون أنفسهم في مأزق: البقاء، أم الانسحاب؟ وغالبًا ينتهي بهم الأمر بأن يصبحوا سياسيين متجولين ذوي خبرة، وأغلبهم ينجح في هذا الأمر. ومَن لا يُوَفَّق منهم يخرج سريعًا من عالم السياسة، مثلي أنا. وعندما تأكدت من هذا الأمر، قررت أن أتابع ما يحدث في عالم السياسة والسياسيين بكل دقة، فقد تابعت طوال الفترة الانتخابية ما يحدث في البرلمان، وسجلت ملحوظاتي، حتى إني كنت أضع تصورًا لبعض المواقف، ثم أنتظر ردود أفعال السياسيين، وفي الغالب كانت كما توقعت. وحتى لا تضيع جهودي عبثًا قررت أن أكتب ما شاهدته..."