عذابات الأنثى: أسئلة الذات وتناقضات الواقع - قراءات نقدية في إبداع المرأة (كتاب إلكتروني) - أشرف البولاقي

عذابات الأنثى: أسئلة الذات وتناقضات الواقع - قراءات نقدية في إبداع المرأة

نبذة عن الكتاب

منذ عَرف الإنسان الكتابة، وهي وسيلته للتعبير عن مشاعره والتغلب عليها، حين تعتمل تلك المشاعر داخل نفسه وعقله ووجدانه، حتى في أبسط صورها الأولية كالنقش على الحجر، وبمرور الوقت، وبتقدم الإنسان وترقّيه سلّم الحضارة، كان طبيعيًا أن تصطدم المشاعر الإنسانية بتناقضات الواقع وعذابات الذات، فتتحول رغبة الإنسان من مجرد التعبير عنها إلى محاولاته الجادة والمخلصة والنبيلة للتعبير عن حجم تلك التناقضات والعذابات، وإلى محاولته علاج تلك التناقضات، أو القضاء على العذابات التي تواجه ذاتَه، ولن يفوتنا هنا أن نؤكد أنه برغم التقدم التكنولوجي والحضاري والقيَمي الذي تشهده الإنسانية، إلا أن تناقضات الإنسانية وعذاباتها في ازديادٍ وتَضَخم؛ وهو ما يفسر صعودَ الكتابة واحتلالها صدارة المشهد الثقافي والفني باعتبارها النموذج الأرفع للتعبير ... ومن ثَم كان طبيعيًا أن يَظهر الشعر بكل أنواعه وتياراته، وتشرق القصة، وتسيطر الرواية على عالمنا المعاصر، حتى صارتْ – الرواية - في أطروحات البعض عنوانًا لزماننا الراهن .. وإذا كان المشهد الثقافي المعاصر يتنازعه الشعراء والروائيون في محاولة كل منهما الدفاع عن فنه ومجاله، فإن القصة القصيرة بمفهومها الفني والجمالي الذي عرَفته الثقافة العربية الحديثة قد ضاع – أو كاد – بيْن المتنازعين، بل بين الجماهير أيضًا التي لا تملك إلا الانصياع والاستسلام لمنتجي تلك الثقافة ومحتكريها ... ولم تَضِع القصة القصيرة – أو لم تكدْ تضيع – بسبب التنازع بين الشعراء والروائيين فحسب، لكن ذلك كان بسبب ظهور أشكال جديدة من القص كالقصة القصيرة جدًا، وكالقصة الومْضة، كادت هي الأخرى أن تقضي على ما تبقى في الذاكرة الجمعية من جماليات القصة القصيرة في نماذجها الأولى المعروفة، خاصةً بعد استسلام كل قاص لغواية الرواية بعد عمله الأول؛ ليسرع مستجيبًا للإغراءات الدعائية وليترك القصة القصيرة إلى كتابة الرواية!