موضوع الكتاب وعنوانه الذي اختاره المؤلِّف ليكون مادَّة لبحثه (الصراع السياسي في التاريخ الإسلامي)، هو موضوع مهم وشائك، وستظل جدلية الصراع السياسي أو الصراع على السلطة أمرا قابلا للبحث والدراسة، في ضوء نظرية السلطة وغيرها من النظريات التي يتبناها علم الاجتماع وغيره من العلوم.
فقد تناوله الباحثون والمهتمون بدراسة التاريخ كل من وجهة نظره، أو ما يحمله من أفكار وتوجهات أيديلوجية وسياسية ومذهبية أو بحسب الغرض من تناول الموضوع.
وتتضمن الكتاب: مقدمة ومدخل وستة فصول وخاتمة بعنوان دعوة مخلصة من القلب
الفصل الأول: نشأة الصراع المذهبي (سنة وشيعة)
الفصل الثاني: تأسيس الدولة الإسلامية الكبرى
الفصل الثالث: نشأة الدولة الاموية
الفصل الرابع: نشأة الدولة العباسية
الفصل الخامس: نشأة الدولة العثمانية
ويندرج تحت كل فصل عناوين فرعية لتكتمل الصورة
وقد حدد الكاتب منهجه في تناول هذا الموضوع من خلال المقدمة والمدخل قائلا:
هذا العمل لا يستهدف استعراضا تاريخيا جافا، لكنه يحلل الحقائق المنقولة لنا والتي يعرفها كل متعمق في دراسة التاريخ، ويلخص كيف نشأت وتفرعت الدول الإسلامية منذ الدولة الأولى، وحتى نهاية الدول الكبرى
وأضاف انه لا يستهدف اشعال صراع فكري أو مذهبي أو تاريخي
ولكن هناك ثمة قاعدة مهمة يجب أن تكون نصب أعيننا ونحن نقرأ هذا الكتاب ألا وهي:
أن الحديث فيما شجر بين الصحابة من خلاف فِتنة قلَّ مَن يَسلَم عند الحديث عنها، وليس بخافٍ على المؤلِّف النُّصوصُ الواردة في فضل الصَّحابة والنَّهي عن الحديث في مِثل هذه الأمور، وإجماع أهل السُّنة على الكفِّ عن الحديث فيما شجر بين الصَّحابة الكرام
فقد قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/ 406): [وكذلك نؤمن بالإمساك عما شجر بينهم، ونعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين، إما مصيبين لهم أجران، أو مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطؤهم، وما كان لهم من السيئات، وقد سبق لهم من الله الحسنى، فإن الله يغفر لهم إما بتوبة، أو بحسنات ماحية، أو مصائب مكفرة]
وقد تميز الكاتب في عرضه للخلاف بدون تحيز الى فريق بعينه بل اعتمد على أشهر الروايات .
ولقد أجاد في جمع قطع اللغز الكبير متجاورة لتتضح الصورة التاريخية ببساطة قدر الامكان كما قال في مدخل الى الكتاب :
ويؤخذ على الكاتب تكرار بعض المقاطع، كان يمكن الاستغناء عنها مما يؤدي الى سلاسة العرض وعدم تشتيت القارئ
