رسائل إلى فليس : الجزء الثاني 1912 ــ 1917
تأليف
فرانتس كافكا
(تأليف)
نجاح الجبيلي
(ترجمة)
لم يكن كافكا في جميع الرسائل التي تركها إلا صورة واسعة الطيف عن الحالة التي بالغ هو في كتمانها وتجاهلها عن ذاته. ومع ذلك فقد كانت رسائله، في حد ذاتها، عملًا فنياً متكاملًا، لا محض طريقة للتواصل وتبادل الاكتراث. فقد كشفت عن حساسية خارقة وفرادة خطابية مستحوذة بالرغم من توجهه بالرسالة لفرد واحد – فيلس في هذه الحالة- عوضًا عن جمهور القرّاء.
تُرسّخ رسائل كافكا في هذا المجلد أركان هويته الذاتية وكفاحه لفهم نفسه والمقابل والظروف الفادحة التي تحيط بحياتهما بحميمية لا مراء فيها. أهمية الرسالة هنا أنها تشكل جسرًا بين ما نكابده وبين ما نريده. بين الاستقرار والضياع، الطمأنينة والخذلان. وهي، قبل ذلك وبعده، وسيلة كافكا الباهرة في تتبّع تغيرات شخصيته والسبيل إلى تعميق ذلك التغير وتنميته واستثماره لا شعوريًا في كتابة أدب خلاق طبع مرحلة ما بعد الحداثة على مستوى العالم.