أفق إصدار خاص: العرب والحراك الفلسفي اليوم

نبذة عن الكتاب

لطالما اختلفت الآراءُ في دُنيانا العربيّة بخصوص الفلسفة، بين مَن يُغالي في الإشادة بأطروحاتها في تراثنا، وبين مَن ينفي وجودَ فلسفةٍ عربيّة وفلاسفة عرب في منطقتنا اليوم. في هذه الأجواء، يسترعي الانتباهَ الحراكُ الفكريُّ والثقافيُّ المُستجدُّ الذي تشهده منطقةُ الخليج العربيّ، والذي تتجلّى بعض مظاهره في تأسيسِ جمعيّاتٍ ونوادٍ للفلسفة، وإصدارِ مجلّاتٍ علميّة فلسفيّة محكّمة، فضلاً عن تنظيمِ الندوات والمؤتمرات التي تتناول أحوالَ الفلسفة. هذا الحراك يستكمل الجهودَ التي عاينّاها في عددٍ من دولِ المشرقِ العربيّ ومغربه التي عُنيت تقليديّاً بشؤون الفلسفة وقضاياها وراكَمت تجاربَ لافتةً في هذا المجال. كتاب "العرب والحراكُ الفلسفيُّ اليَوم" يعكس هذه المناخات المُختلفة، ويهدف، من جهةٍ أولى، إلى الإضاءة على هذا الحراك الفكريّ والثقافيّ، وعلى أهميّة الفلسفة والتفلْسُف وآفاقهما في السياق العربيّ المتغيّر، ورَبْط مسار الوعي الفلسفيّ العربيّ الحاليّ بالوعي الفلسفيّ العالميّ، ويطمح، من جهةٍ ثانية، إلى أن يكون مشاركةً وإسهاماً في السعي لاستعادة الألق الذي حظيت به الفلسفةُ سابقاً، وإن في سياقاتٍ وجوديّة وإنسانيّة راهنة مُختلفة عن تلك التي عرفتها الحضارة العربيّة والإسلاميّة في عصورها السالفة. رجاؤنا أن يَحُثَّ إصدارُنا هذا المُشتغلين في الفلسفة عربيّاً على المُثابرةِ في طَرْحِ الأسئلة وتقديمِ الأجوبة عنها، وعلى السعي إلى استحداثِ خطابٍ فلسفيّ جديد، يرى البعضُ أنّ نواته الواعدة موجودةٌ أصلاً في ثنايا مسارات الفكر العربيّ الحديث نفسه، وأنّ ملامحه آخذةٌ بالتشكّل والتبلْور في مفاهيمِه ومُقارباتِه ورؤاه.