قرأت كتاب الباقة المدهشة للكاتب حجاج أدول
دار النشر: المحرر
عدد الصفحات: 136 صفحة
منذ فترة قريبة قرأت رواية للكاتب حجاج أدول فوجدتها مختلفة وتعبر عن قلم لا يشبه الأخرين، فقررت أن أستمر في اكتشاف قلمه، فجاء من نصيبي هذا الشهر في مهمة الكتاب السري لهذا العام كتاب الباقة المدهشة للكاتب نفسه.
في البداية استغربت من الاسم قبل أن افتح الكتاب واكتشفه، ولكن في النهاية وجدت أنه الاسم الأفضل والمناسب لهذا الكتاب بكل تأكيد.
يحتوي الكتاب على مجموعة من النصوص مختلفة الأفكار ومختلفة التصنيفات، فمرة تجد إنك ستقرأ رواية قصيرة ومرة أخرى قصة قصيرة ومرة ثانية تجد نفسك أمام مسرحية أو منولوج، فإذا ما وضعت عينيك في هذا الكتاب ستجد بالتأكيد ما يتماشى مع بالفكر مع تفضيلاتك.
فيأتي الجزء الأول من الكتاب مع قصتين قصيرتان الأولى (الحفيد ودرس الحياة القاسي) تحكي عن الحكاية التي يحكيها الجد لحفيده ليعرفه للمرة الأولى على دروس الحياة القاسية، النهاية كانت مفتوحة فشعرت وكأنها تعبر عن الحياة التي ينتظرها الولد وسيتعلم منها رغمًا عنها.
والقصة الثانية (انتفخ حتى مات) شعرت أن هذه القصة تحكي عن الألم النفسي وتأثيره على الشراهة أو الشرة العصبي
-الجزء الثاني (قصة طويلة- الأميرة ذات العيون الزرقاء والحارس العاشق" من أجمل القصص الملفتة بالنسبة لي لأنني شعرت أن تحتوي على أكثر من فكرة رمزية تبدأ من الفتاة نفسها وغرورها والحارس العاشق الذي جعله العشق يفقد بوصلة التوجيه الصحيحة ويركض غلف الأميرة المغرورة وعيونها السارقة، والرمزية في فكرة اصرارها والتفاف الناس حوله وزهده ثم إعادة هيكلة تفكيره بالكامل وكأن وقوفه كل تلك المدة كان من أجله هو فقط وليس من أجل الأميرة، حتى النهاية كانت مختلفة وإنما كانت واضحة من منتصف القصة تقريبًا.
-الجزء الثالث (رواية قصيرة – السلطان طغمة وانتقام الرجل المخاوي) ،على الرغم من أن القصة تبدو واضحة من حيث فكرة الجنية ولكنني شعرت أن الفكرة رمزية أيضًا، ربما فكرة القدرة على مقاومة الظلم ومواجهته ونهايتها التي كانت غير المتوقع.
-الجزء الرابع والتي صنفها الكاتب على إنها سيناريو ولكنني شعرت وكأنها لقاء ودي ما بينه وبين شخص أخر ويتحدث باسمه وعن نفسه وكأنه يطرح أفكاره هذه المرة بوضوح تام دون خفاء.
-الجزء الخامس (مسرحية كوميدي- كوز المحبة اتخرم) أنا من محبي المسرحيات جدًا ويندر حاليًا أن يصدر كاتب أي نصوص مسرحية حسب معرفتي، وفسعدت عندما وجدت هذه المسرحية التي كانت تعبر عن الحارة المصرية بصورة مبهجة وأضحكتني وخاصة في نهايتها، المسرحية بالكامل كانت بالعامية.
-كنت أنتظر النص الأخير في الكتاب (قصص تراجم قصيرة) والذي كان يحتوي على قصة واحدة وهي (هكذا قتلوا)، والحقيقة أن هذا النص أعدت قراءته مرة تلو الأخرى وكان الأقرب لقلبي بالفعل، فكرة مميزة ومختلفة ويمكنني اعتبارها النص الوحيد الصريح على عكس الطبيعة الرمزية التي تغلف كتابات حجاج أدول، ففيه أوضح نظرته الصريحة لكيف قتل الكثير من الأشخاص المعروفين في مجتمعاتنا على مر السنوات مثل سقراط وسبارتاكوس وفرج فودة ومي زيادة وبوشكين وصلاح عبد الصبور.
-تتميز كتابات حجاج أدول بالبساطة الشديدة فتشعر وكأنه السهل الممتنع، يكتب أفكار رمزية بصورة سلسة يمكنك أن تراها بما تمليه عليك عينك أو كيفما يرغب عقلك فهو لا يجبرك أن ترى صورة محدد ولكن يساعدك أن ستتمتع بما كُتب ببساطة.
*اقتباسات:
-"من الأفضل أن تحلم ألف حلم لم يتحقق، على ألا تحلم أبدًا"
-"لا أمان بكثرة الناس"