على حدود المقدمات : رؤية ما هو عربي بعيون أخرى
تأليف
بيدرو مارتينيث مونتابيث
(تأليف)
سعيد العلمي
(ترجمة)
من السّهل، ونحنُ نتصفّح كِتاب "على حدود المُقدِّمات: رؤية ما هو عربيّ بعيونٍ أخرى"، أن نُلاحِظ مدى اهتمام مؤلّفه بتقديم صورة مُضيئة عن العالَم العربيّ. ولا عجب في ذلك فبيدرو مارتينيث مونتابيث هو البروفيسور والمستعرب الإسبانيّ الذي التحمَ حياتيّاً وعاطفيّاً وفكريّاً بالعالَم العربيّ وبثقافاته، وانبرى، لأكثر من نصف قرن، مُدافعاً عن العرب وقضاياهم في المَحافِل الإسبانيّة والدوليّة المُختلفة.
لذلك، يأتي كتاب "على حدود المقدّمات"، من إصدار "مؤسّسة الفكر العربيّ"، وتعريب الشاعر والكاتِب والمُترجِم سعيد العَلمي، خارج التنميطات والقوالب المعهودة عند تناول قضايا العرب. إذ يرفُضُ المؤلّف أوّلاً أن يُطلقَ على المُستعرِبين لقب "مُستشرِقين"، ثمّ يحاول إقناع أوساط المثقّفين الإسبان بأنّ العالَم العربيّ هو ثقافةٌ وفكرٌ وفنٌّ وعلومٌ، وليس مجرّد صحراءٍ وجِمال، داعياً إياهم إلى رؤية العالم العربيّ بعيونٍ أخرى. هذا وتحتلّ القضيّة الفلسطينيّة مكانة أساسيّة في مؤلّفات مارتينيث مونتابيث الذي أفرد لها مساحة واسعة في كتابه هذا.
يصف مارتينيث مونتابيث مؤلّفه هذا بأنّه "كتاب الكتب". فهو يشتمل على 51 مقدِّمة ألّفها مارتينيث مونتابيث عن كُتبٍ وضعها مؤلّفون آخرون، معظمهم من العرب والإسبان، على امتداد 45 عاماً (1972-2017)، حول موضوعات شتّى، ينضوي جميعها تحت ثيمة الثقافة العربيّة والعلاقات الثقافيّة الإسبانيّة العربيّة.