فكرت كثيرًا حتى اهتديت إلى سبب ضيقي الدائم، الخجل ولا شيء غيره هو ما ينغص عليَّ حياتي.
غرفة لا تتسع لشخصين
نبذة عن الرواية
اقترب يوم البؤس السنوي، أعلنت أبلة الناظرة عبر مكبر الصوت عن موعد الحفل فهيَّص العيال، صفقوا وأطلقوا صافرات الابتهاج، أما أنا فانقبض قلبي. يتبقى يوم واحد ويحل عيد الأم. ساحر وأرجوز وبلياتشو يأتون إلى فناء مدرستنا، يضحك العيال ويصفقون ثم نغادر مبكرين إلى منازلنا، هدايا بالجملة للمدرسات يصاحبها قبلات على خدودنا. لا زعيق ولا ضرب فاليوم هو عيد «ست الحبايب يا حبيبة». مالي أنا بالعيد، ليس لي شأن بالأمر، فلا أم لي لأقبل يدها مثلما تأمرنا الأبلة. أين أمي؟ لا أتذكر أنني قابلتها في يوم، لا يتبقى من ذكراها إلا صورة يعتليها الغبار، ثبتها أبي على الجدار منذ زمن. إطار ذهبيٌّ كان يحتويها فيما مضي. شارة سوداء على جانب الصورة لا أفهم لماذا وضعت. أتأمل ملامحها كل يوم: وجه مستدير ورقبة رفيعة، حسنة على الخد الأيمن وأخرى أعلى الحاجب الأيسر، شعر أسود كثيف يصل إلى كتفيها، ابتسامة تملأ الفم، وعينان بلون القهوة. تدمع عيني وأنا أحاول تذكر صوتها، أحاديثنا المشتركة وحتى عراكنا، بالتأكيد بيننا الكثير لكن للأسف لا شيء عالق بعقلي. كلما سألت ناجي رد باقتضاب، يقول: كانت طيبة وراحت إلى مكان أفضل، بعدها يهرب إلى الشباك ويدخن.عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 152 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-6898-54-7
- دار المرايا
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
266 مشاركة