تحميل الكتاب
فهم العالم: تأملات في العصر والسياسة والاتصال الدفتر الأول
نبذة عن الكتاب
لي شخصيا علاقة مرتبكة مع وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها الفيسبوك. النتيجة، أنه حتى بعد انفتاحي النسبي على هذا الأخير، ظل هذا التردد يلازمني، بشكل أو آخر. لكن هذا لم يمنعني من الاستمرار في استغلال ما يفتحه من إمكانات التواصل والنشر. يبقى أن أبرز ما اهتديت إليه، في هذا الصدد، هو خلق سلسلة دورية، بتسميات مختلفة كل مرة (دردشة رمضانية، تأملات فلسفية، شذرات فكرية...). هدفها التوقف عند موضوع معين، لمناقشته في ثلاثين حلقة. وهذا بشكل يلائم طبيعة الفيسبوك كوسيلة للتواصل (اختصار شديد، لغة مبسطة، تفادي استعمال المفاهيم المعقدة، عدم الإشارة إلى المراجع...)، دون إهدار المضمون أو المعنى، ما أمكن ذلك. وهي مسألة أعترف أنها بقدر ما أغرتني لما فيها من إمكانية التعبير عن الذات والتواصل مع الآخر، بقدر ما أقلقتني وطرحت لدي تساؤلات عدة بشأن مدى جدية، بل مشروعية، طرح قضايا فلسفية أو فكرية صعبة على "الفيس"، وإخضاعها لشروط التواصل التي يفرضها هذا الأخير. أترك الجواب عن ذلك للقارئ، وأكتفي من جهتي بالقول إن غايتي كانت –ومازالت- من وراء هذا الطرح "فهم العالم" الذي أعيشه. وهذا انطلاقا من نظرة أعترف مسبقا أنها "نظرة قلقة"، قلق الفكر في "عصر التأويل" الذي أضحى يحكمنا. حيث لا تروم الدفاع عن رؤية ما، جاهزة أو مطلقة، دينية أو دهرية، بقدر ما تهدف إلى ممارسة فعاليتها الخاصة فحسب عبر اللغة. وهذا من خلال مقاربة مركبة (تاريخية، فلسفية، سياسية، اجتماعية، انثربولوجية..) تقف عند شؤون عالمنا المعاصر، في تحولاتها وتحدياتها وآفاقها، في علاقتها مع الإنسان. وهذا على اعتبار أن هذا الأخير، يوجد في هذا العالم/الوجود، وهو منه وإليه، وفيه يمارس ظهوره، أي كينونته. وباعتباري إنسانا في هذا العالم، فلا يمكنني إلا التفكير فيه. لكن مع إدراكي بأنه ليس مجرد تأملات فلسفية أو دينية مجردة، ولكنه كذلك، وربما أكثر من ذلك، قيمة سياسية وأخلاقية، أي وجود أو واقع يفرض علينا التعامل معه من خلال الحركية والإبداع، إذا أردنا صنع ذواتنا والخروج من "الكهف" أو "الأزمنة الظلماء" التي نعيش فيها. لكن، إلى حد تبدو هذه الإمكانية مازالت متاحة اليوم؟ وما قدرة الفكر على ذلك، فعلا؟ هذا ما ناقشه فلاسفة عدة، وسأحاول بدوري المساهمة فيه، ما أمكن. وهذا بالتوقف عند موضوعات مختلفة، بل ومتناقضة أحيانا. لكن ما يجمعها –عموما- "هم السؤال" حول مسألتي الفكر والعمل. حيث أيا كان موضوع النقاش (الفلسفة، الدين، السياسة، العلم، المجتمع، الإنسان ...) فالإشكالية -في النهاية- هي إشكالية "فهم العالم" وسبل تغييره إلى الأفضل. وهي السلسلات التي ظهر أغلبها –بالمناسبة- على الفيسبوك، وقررت نشرها في ثلاث كتب. أخصص الأول منها لنشر ثلاث سلسلات تتعلق بقضايا العصر والسياسة ووسائل التواصل الاجتماعي. قراءة ممتعة.عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 206 صفحة
- [ردمك 13] 9789923406311
- دار خطوط وظلال
