صوت باب حديدي يُفتح. السلسلة الحديدية تمر ببطء بين مصراعي القفل فأسمعها تطرق حلقة حلقة. أصوات أحذية كثيرة ربما المئات تدخل في العتمة، أسمعها تركض من حولي ولا أراها: صفعات.. لكمات.. ركلات.. ثم يغادرون، يصطك المزلاج.. تكة القفل تُقرع.. يأتي الصوت من جانب المنضدة الآخر بهدوء: "ألا تحنّ إلى أيام الراحة والأمان والهيام والوجد والخشوع والمغفرة والعفو والسلام والصفح والمحبة والرأفة والرحمة و..".
مشبعاً بالضرب، متثاقل الأنفاس، أوقف سيل الهراء القادم من أعماق العتمة في الجانب الآخر بكلمةٍ مبحوحةٍ لكن قوية: "أبداً".
المنيع
نبذة عن الرواية
وبعد أن أهالوا عليَّ التراب مِغرفةً مِغرفة، هناك.. بعيداً.. عميقاً، بدأت أتساءل: كم تساوي حياة إنسان؟ هل هناك شيء يستحق الموت من أجله فعلاً؟ هل العالم شيء آخر غير الذي تقدمه لنا الحواس؟ إنْ تحلّلَ جسدي وعقلي، كيف سأشعر وأتذكر وأتلذذ إذا كانت كل الحواسِ سوائل دماغية مثلما يقول العلماء؟ كيف سأستمتع بالجنة أو أُكوى بالجحيم إذا كانت سوائل المشاعر والأحاسيس ستتبدد بعد حين تحت التراب؟عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 154 صفحة
- [ردمك 13] 978-9923-13-634-8
- الآن ناشرون وموزعون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
65 مشاركة
اقتباسات من رواية المنيع
مشاركة من Raeda Hamra
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Ali saied
"مرَّ العمرُ كالضَّيف، يومٌ هنا، وأيامٌ هناك، لحظة حبٍّ هنا، ودمعة فراقٍ هناك. طفلٌ، فيافعٌ، فأحمقُ، فحكيمٌ، ثمَّ كهلٌ، هرِمٌ بحَسَراتٍ على عمرٍ ضاعَ بين الرَّغباتِ والخجل. أتمنّى لو تأتي وتمرَّ بي مرَّةً أخرى حبيبتي الحياة، لكنتُ عانقتُها بأطرافيَ الأربعة، وسرتُ مَعَها في كلِّ مكانٍ على الأرض؛ لأنْ على هذا الكوكب كلُّ شيءٍ يستحقُّ الحياة. كم أتمنّى لو أُعطيتُ فصلاً آخرَ، صيفاً، شتاءً، ربيعاً، أو حتّى خريفاً! لكنتُ مشيتُ عارياً، وأكلتُ أبسط الأشياء، وشربتُ أيَّ ماءٍ هناك، كلُّها لذيذة، الحياةُ أطيب الطعوم، والعمرُ ألذعُ ما فيها".