الرباط المقدس : سلسلة اقرأ الشهرية 360
نبذة عن الرواية
لقد كان دائمًا يزدرى أولئك الذين ينشرون على الناس أدبًا رفيعًا وجمالا بديعا، ثم يعيشون حياة كلها ضعة وخسة وقبح... الكاتب الحق فى نظره هو مثل يحتذى فى باطنه وظاهره، وإن لم يكن كذلك فهو إذن مهرج، يلبس للناس على الورق ثياب الملوك، فإذا خلا بنفسه خلعها، فبدا فى حقارته كأنه شحاذ... كان هذا هو السبب فى التجائه إلى تلك الحياة الصارمة... لم يكن فى بيته أحد معه غير خادم قديم يقوم على خدمته؛ ويدبر له معاشه، ويقضى له حاجاته، ولم تكن له حوائج كثيرة، فقد كان أقصى ما يطلبه بعد المطالعة والتأمل، مجرد الجلوس إلى خزانة كتبه، لا يصنع شيئًا غير تنظيم صفوفها، وترتيب فروعها، ترتيباً لا تخطئه اليد فى الظلام! لقد كان دائمًا يقرأ فى فراشه قبل النوم، وكان يعن له أحيانًا أن يحضر من خزائنه كتابًا فى علم من العلوم أو فن من الفنون؛ فما كان يفعل أكثر من أن يمد يده، فيستخرجه من موضعه دون حاجة إلى إضاءة المصباح... لقد تدربت أصابع يده على التمييز بين الكتب، فأمست وكأنها تقرأ عنوانها باللمس، وكانت أقدامه تدور به فى الحجرة كلما أراد التفكير، فلا تستقر به فى مقعد إلا إذا استقر به الفكر على أمر... أما عيناه وأذناه فهى بالضرورة عماده الأول فى مهمته... لكأنه جنّد حواسه كلها، وحشدها لخدمة فكره.عن الطبعة
- نشر سنة 2016
- 348 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-02-8369-1
- مؤسسة دار المعارف
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
33 مشاركة