الفكر تأويلا و تأويلا مضادا
تأليف
يحيى بن الوليد
(تأليف)
في حال الفكر العربي المعاصر، ومهما كان من اعتراض على هذا الفكر على مستوى تشابكه مع الواقع التاريخي والإيديولوجي، فإن التأويل وارد وقائم؛ بل إنه مطلوب في سياق الانقطاع المعرفي والتشابك الفكري والصيرورة التاريخية. وفي المحصّلة الكبرى، أو من نواتج لغم التراث/ التنوير، "في التأويل" و"التأويل المضاد" في آن واحد. وهو ما يهمنا أن نبحث فيه من خلال منظور محدّد مصوغ في خطاب لا يخلو من "مراكز ثقل" مثلما يفيد ــ معرفيّا ــ على مستوى البحث في مقولات هذا الخطاب بمستنداته الثقافية والإيديولوجية في أفق ما يمكن استخلاصه من دلالات التنوير المهدّدة في الفكر العربي ذاته ــ وحال العرب بعامة ــ بمزيد من التجريف التاريخي. وهذا في مقابل خطاب نقيض، ممأسَس كذلك، ومرتكز على تأويل مضاد ــ وحدّي ــ للخطاب الأوّل. وذلك كلّه من منظور التأكيد على مسؤولية الفكر (النقدي) المتزايدة في العالم العربي. وأمّا التأويل، وبما أنه يستحيل إقامة نظرية عامة بخصوصه، فهو يبرز في طبيعة المقاربة ذاتها في أثناء تعاطيها مع موضوعها كما في حال موضوع التنوير وانتكاسة التنوير عند العرب. فمدار بحثنا هو التأويل ذاته لا كموضوع في التراث أو كموضوع دراسة بصفة عامة، إنما التأويل بوصفه الفكر ذاته في "ثابته ومتحوّله". بكلام آخر: التأويل الذي يسعى إلى إنتاج نصوص، والتأويل الذي يصمّم على اجتثاث هذه النصوص بواسطة نصوص معدّات سلفا باسم إيديولوجيا معدّة سلفا بدورها للاستعمال وانزياحات الاستعمال.