ممتازة
من أجمل ما قرأت
الكاتب سنان انطون كاتب عالمي
ماذا كان رأي القرّاء برواية خزامى؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
بعض الروايات نقرأها على مهل ..
ونستمتع بكل جزء .. مقطع .. صورة .. مشهد .. فيها
حتى إذا ما انتهت .. صفقنا مع الجمهور .
رواية رائعة ..رغم ما فيها من ألم
.
يتناول الروائي العراقي سنان أنطون حكايتان متوازيتان يأخذ كل منهما موقفًا حادًا من الماضي، بين محاولات تجاوزه إلى السعي للتشبث به فيما هو يتفلت! نحن في البداية مع حكاية الطبيب سامي البدري الذي كبر في السن، وبدأ "الخرف" يزحف على عقله وذاكرته، يعاني من بوادر "ألزهايمر"، ويسعى مع ابنه لتجاوز تلك الحالة المرضية الصعبة، ولايكون الحل إلا في العودة للماضي الذي يحضر كومضات تظهر وتختفي، نتعرّف منها على حياته في العراق قبل الغزو الأمريكي، فيما يعيش ابنه وأسرته الجديدة في أمريكا، منبت الصلة عن أصوله القديمة، في مقابل حكاية سامي وبالتوازي معها نجد حكاية عمر الشاب الذي هرب من التجنيد في العراق أيام حكم صدام حسين، فحكم عليه بقطع أذنه، يسعى لفرض بداية جديدة يتخلص فيها من ماضيه كله، بل ويعلن تنكره لأصله ومولده في العراق بشكل واضح:
((لا أريد أن أتحدّث عن العراق أو أن أرتبط به ولا أن أكون منه أردتُ أن أقطع الصلة وأبدأ من جديد هنا واخترت پورتوريكو بالصدفة لم أشأ أن أكون من پورتوريكو بالذات أي مكان آخر غير العراق هل أؤذي أو أزعج أحداً حين أقول إنّني من پورتوريكو؟ اعتبروني مثل الشهود الذين يساعدون الحكومة الفدرالية في القبض على المجرمين في الأفلام. يأخذونهم إلى ولاية أخرى ويعطوهم أسماء وهويات جديدة ليبدأوا حياة جديدة. أنا لم أشهد ضد أحد. لكنّي هارب من مافيا))
......
على موقع الرواية
****
حكاية نملتان دهسهما فيل واحد. ليس ذلك فقط بل أرغم إحداهما على قرص الأخرى.
أن تكون مواطنا في دولة حكم الفرد الإله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فهذا هو الجحيم بعينه.
❞ وطن؟
أيّ وطن وأنت لا تملك شبراً أو شيئاً فيه؟ حتى جسدك الذي تكوّن في رحم أمّك لا تملكه أنت. الحكومة هي التي تملك جسدك وتسمح لك، لفرط كرمها، أن تعيش فيه. وكأي مالك جشع، فهي تفعل بجسدك ما تشاء متى ما شاءت. تلقي به، مع مئات الآلاف من الأجساد، في أتّون الحروب الخاسرة. تحرمه من الطعام وتجيعه كي تسمن هي وأولادها. وإذا اعترضت أو خالفت سننها الجائرة سيعضّك كلب من كلابها المسعورة ويقتطع عضواً من أعضائك. وستترك الحكومة دمغتها وشماً على جبينك إذا تجرّأت وخالفت قوانينها الباطلة العشوائيّة. هذا إذا حالفك الحظ ولم تدفنك في الصحراء وتتركك بلا شاهد كي لا يزورك أهلك. ❝
قد تضطر إلى الهرب من هذا الوطن لمحاولة البحث عن الإنسان الذي بداخلك و لكنك ستدرك فيما بعد أن الوطن نفسه قد ارتحل معك كجزء منك لا ينفصل أبدا.
❞ لم يكن يدرك في تلك اللحظة. لكنّه سيكتشف فيما بعد، مراراً، أنّ الرأس حقيبة، والقلب أيضاً. وأنّهما يحملان، ويختزنان، ما لا تحمله مئات الحقائب. ولا يمكن إفراغ ما فيهما والتخلص منه، أو منهما، بسهولة. ❝
و لا يشعر بالألم أحدا مهما بلغ تعاطفه مثل صاحب الألم. فقد يرى أحدهم أن ما تعرضت له أنت هو هين بالنسبة لما تعرض له غيرك و لكنه بمجرد تعرضه لنفس الموقف فسيقيم الدنيا صراخا.
❞ لكنّ سرد قائمة الجرائم بتفاصيلها وأصناف الوحشية وجدولتهما كان يؤدّي إلى نتيجة معاكسة. يهمّش جرحه ويحوّله إلى حبّة صغيرة أمام القباب العالية ويضيّعه هو في زحام الضحايا. نملة تحمل حبة، تدهسها مجموعة من الفيلة الغاضبة والهاربة من مذبحة. يعيده سرد قائمة الجرائم إلى أواخر الطوابير الطويلة التي يقف فيها الآلاف يحملون جراحهم وشكاواهم وعرائضهم، أو صور أحبتهم. خاسرٌ هو بين الخاسرين في أولمپياد المعاناة هذا. ❝
في النهاية يبقى الحب. فهو دائما و أبدا سيعيد إلينا أنفسنا سواء بالوقوع فيه أو باجترار الذكريات القابعة في عمق وجداننا.
❞ كان العلم والمعرفة الماديّة هما عماد مقاربته لفهم تفاصيل الحياة وتحليلها والتعامل معها. لكنّ الحب كان يظل استثناء عصيّاً على التفسير. كيف يحدّد القلب من سيكون المحبوب؟ لا خرائط ولا بوصلة أو وصفات. ❝
و هذا هو ما يحدث كل يوم.
❞ لكن الأمور تغيّرت شيئاً فشيئاً، كما يحدث كثيراً. فأخذ القرب منها، والبعد عنها، يؤثران على طيف مشاعره أكثر من قبل. أما هي فخفّفت من دفاعاتها الشرعيّة والرقابة التي كانت قد فرضتها على عواطفها ورغباتها. فالتقيا كنهرين اختلفت منابعهما ومساراتهما. فهذا تردّد وتعرّج، واستنزفته بحيرات، وأوقفته سدود. وذاك أسرع، ثم أبطأ، وابتعد حتى كاد يضيع. لكنهما صبّا في موضع واحد. ❝
قد نتوقف أحيانا للسؤال عن كيف جرت الأمور و لماذا وصلنا إلى هنا تحديدا و غالبا ما تكون الإجابة:
❞ إزاي يا ترى؟ أهو دا اللي جرى وأنا ما عرفشي ❝
الإنسان أيضاً حيوان تقوده غريزته. لكنّه أحقر من الحيوان بكثير. كانت هذه الفكرة تخطر بباله كلما شاهد أفلام عالم الحيوان والمعارك الضارية. فالحيوانات تفترس عند الحاجة لتسد رمقها.فالحيوانات تفترس عند الحاجة لتسد رمقها. أما الإنسان فيفترس من أجل الافتراس ولا يصيد ليسد رمقه أو ليعيش فقط، بل ليتلذّذ بالقتل.
أسلوب الكاتب رائع . نقل لنا عبر لوحاته الناطقة صراع الإنسان الذي هجر وطنه الأصلي مع هويته ، والضجيج الذي يزعج محاولاته للوصول للسلام النفسي في الغربة .
الاغتراب تجربة قاسية . وما أصعبها عندما يجد الإنسان نفسه غريبا في وطنه . وعندما يهكره تظل ذكرياته تطارده ويلاحقه صراع بين حبه الفطري لأرضه التي نبت منها وبين شعوره تجاه وطنه الجديد . كيف يتكيف مع وضعه وكيف يكون شجاعا للاعتراف بما يحاول الهروب منه . يا لوجع القلب .. إنه صراع ابدي
"هذا عراقي.. شكله ضايع."..
حسنًا.. لابد من وجود روائي مثل سنان أنطون. حتى لا ننسى حتى لا تنتهي الحكاية، حتى لا يختزل البشر في مجرد ارقام وإحصائيات وتسجن البلاد بخريطة بكتب التاريخ. لابد من وجود روائي مثل سنان أنطون ليظل العراق حيًا ولا تموت الحكاية أبدًا..
شكرًا أستاذ سنان على كل هذه المتعة والألم والصدق..
لو قرأت هذا الكتاب من دون معرفة أسم الكاتب لما عرفت أنه لسنان آنطون، هذه الرواية بالنسبة لي هي الأقل ابداعا وليس شأناً من بقية رواياته، ليست سيئة بالتأكيد لكنها ليست مثل أخواتها وأن كانت تشترك في عدة سمات معهن، البداية مملة قليلاً والثلث الأخير هي الأكثر تشويقاً لكن عند منتصفها توقعت النهاية وأصبت
الرواية جميلة في نصفها الأول .. لكن نصفها الثاني مالت إلى شيء من الرتابة المعتادة في الروايات العربية السطحية .. لو استمر الراوي في سرد الوضع الإنساني والمعاناة للاجئين لكانت اجمل
السابق | 1 | التالي |