✍ريفيو.
📍العمل. بائع الحظ.
📍الكاتب. أحمد هشام.
📍المكان. مصر.
📍الزمان. من 1972 وحتي 2011م.
📍الفئة. رواية فلسفية واقعية.
📍الصفحات.218.
📍اللغة. العربية الفصحي سردًا وحوارًا.
📍دار النشر. دار إبهار للنشر والتوزيع.
الطبعة.
📍الغلاف. يحمل صورة رجل أشعث أغبر، مسن يطغي علي خصلات شعره ولحية المشيب، ثيابه رغم اتساقها معًا، لكنها رثة بالية وقديمة، وهي إسقاط علي حالته بالرواية، يحمل سيجارة مشتعلة، الرجل هو بطل العمل بائع الحظ، السيجارة إسقاط علي بطل العمل الذي ظهر في مشاهد محدودة جدًا من دونها،
الفكرة. تناول العمل كل خطايا الإنسان( السرقة، الظلم، القتل، الخيانة، الطمع، الانتقام، الغرور،.....
📍الشخصيات.
-خيرت اللواتي. بطل العمل وصاحب صورة الغلاف، وبائع ورق الحظ، الذي يؤكد لنا الكاتب طوال العمل أن الحظ يصحبه أينما ذهب، الذي يخرج من مستشفى الأمراض العقلية شخص غيره، حيث خدعنا بأنه يساعد علي الخير وفعل الصالح وهو يدمر حيوات كل من يمر بهم، لينتهي بالقتل علي يد ابنه.
-نبيل الشيشيني. صديق سابق لخيرت اللواتي أو بالأحرى عدوي يصنعه هو لنفسه، بائع أوراق الحظ، الذي لا يعلم الحظ طريقه، إلا بعد موت عثمان، فيبدأ حياته فاسدًا وينتهي مقتولًا، حيث يسرق ويأخذ ويطمع ويأخذ عنوة، ويسجن ظلمًا، من فقير بائس لثري وعضو في البرلمان ومتحكم في مصير البشر، لينتهي كما بدأ، يقتل زوجته ويسجن في مستشفى الأمراض العقلية ويموت هناك.
-مراد. الابن الغير حقيقي له، رغم ذلك يرث كل شيء، فيرث فساد والده وطغيانه وطمعه وشهوته، ليكون صورة طبق الأصل من نبيل مع اختلاف الأمور من حوله، حيث يتوفر له كل ما يدفعه ليكون فاسدًا.
-حنان. المرأة التي يرمز بها الكاتب للخطيئة، التي تسير علي نفس نهجها طوال العمل لنهايته.
-روان. الفتاة الفقيرة التي فقدت الأهل والصحة في آن واحد، فأصبحت تعيش علي حسب ما متاح لها، تفقد عادل حبها، بسبب مرضها، وتحاول تعويضه بالمال، لكنها تفشل وتنتهي نهاية مأساوية.
-عادل. رجل ضعيف ينساق خلف الشيطان لينال عقابه.
-نادية. شعاع النور والخير والحب بالعمل، التي لم يتغير موقفها طوال العمل، تضحي بنفسها من أجل الحفاظ علي زوجها، ولا تعلم أن تنجب من يقتل أبيه وينتهي الأمر علي طريقته الخاصة.
📍البداية. أحداث الثورة وتمكن خيرت اللواتي من الهروب في ظل حالة الهرج والمرج قرب مستشفى العباسية.
📍الحبكة. قوية، حيث سيطر الكاتب من بداية العمل حتي صفحة 53، والتي كشف بعدها الكاتب عن هوية بائع الحظ، وسي علي خط تدريجيي في الكشف عن الأسرار التي بداخل المذاكرات، حيث عمد علي ذكر كل حدث في وقته حتي نهاية العمل، والوصول لمشهد النهاية. التمهيد في الكشف عن هوية بائع الحظ وحياته بمقتطفات بسيطة طوال العمل حتي قرب مشه النهاية.
📍الحوار. غلب علي الحوار الطابع الفلسفي وبعض الأحاديث الداخلية للشخصيات، حيث برع الكاتب في تمرير الحوار علي لسان الشخصية كما ينبع عن شخصيتها تمامًا، الوحيد الذي خرج عن هذا فيه هو مراد، نظرًا لهول ما مر به ومروره بكل شيء، فبديهي بعد أن يصاب بالتخمة يصبح متمردًا علي تلك الأشياء التي عرف كنهها.
السرد. كان متميز غني بالكثير من التشبيهات، والمزواجة الدائمة بين الأحدث، حيث يضع الكاتب الجميع عند نفس الحافة من الحب والطمع ويترك لكل منهما حرية الاختيار، فنبيل يختار الحب علي حساب كل شيء، فيسلك كل مسلك يمتلك به نادية، التي تكون أمامها نفس الجرف، لكنها تختار حماية خيرت من الموت، كذلك مراد يقتل بنهاية العمل ثأر للحب، وعادل الذي لا يختلف كثيرًا عن مراد، فمراد يقتل انتقامًا من ظنه قاتل روان، أما عادل فهو يقتل الحب نفسه متمثلاً في شخص روان، فالأحداث تعيد نفسها علي شخوص مختلفين بنفس المواقف، لكن الفرق ليس أمام روان خيارات كما كان أمام نادية.
📍النهاية. لا استطيع تبني موقف مؤيد أو معارض، فالجميع يستحق كل ما حدث فيه، أن كان لا يستحق فهو علي الأقل لم يرفض غواية الشيطان له وأكل من الشجرة المحرمة، ظنًا منه أنه بذلك ينجو ولم يعرف أنه يكتب نهايته بيده.
📍أقوي مشاهد في العمل.
_مشهد قتل خيرت وعبارة النهاية، التي تؤكد أن شخصية خيرت التي مثلت دور الشيطان إلا أنه لم يخرج عن أطار بشريته، الدليل أن حتي لحظة موته لم يكتشف أن من يقتله هو ابنه. فاستوقفني كثيرًا حيث يعلم مراد أن من قتله والده، لكن شهوة الغضب والثأر والقتل كانت لديه أقوي من كونه يرحمه.
_إبداع الكاتب في رسم شخصية بائع الحظ، في كل مرة يصعق كهربيًا وفي مشهد هروبه، حيث ألف المشفي فقدماه لا تقوده للهروب، وحالة الثبات العقلي عند كونه بائع للحظ، فبعد أن خرج عاد لنفس عمله، وكأن الزمن توقف به هناك.
_النقد.
_الإيجابيات.
-تجسيد الكثير من المشاهد بدقة شديدة.
-عبقرية الكاتب في رسم شخصية بائع الحظ، فطوال العمل يرمز له بالكثير من الإشارات، ملمحًا عن شخصيته الحقيقية، ولا أقصد كونه خيرت اللواتي، أقصد كونه الشيطان، في اطلاعه علي ما يدور في عقول جميع الشخصيات بالعمل، في مشهد رغبة روان في أن تكون صاحبة المكان الذي تعمل به، ورغبة مراد في الأرت بمفرده، فيعمل علي غواية كل منهما بالشيء الذي يرغب فيه، لكونه شيطان لا يعلم الغيب يُقتل دون أن يعلم الهوية الحقيقية لقاتله، بالفعل سينجو منها مراد، أن أثبت كونه يقتل لأنه يدافع عن شرفه وتستمر دائرة الشر الذي تجددت باكتشاف لمراد لحقيقته.
-قوة اللغة وبلاغتها والكثير من الشبيهات.
-الأسلوب الأدبي المتميز.
-الحفاظ علي عنصر الغموض لنهاية العمل فكانت النهاية مفاجأة.
-النهاية المأساوية الصادمة التي تركت أثرها جليًا في نفوسنا.
-الإسقاطات التي رمز بها الكاتب للكثير كملابس بائع الحظ الرثة القديمة التي انتقدها الجميع، والتي ترمز للحقبة الزمنية التي كانت فيها تبدو أنيقة ومناسبة تمامًا، كما أنها تري من زاوية أخري وهي أنها تفرق بين العصر الذي جاء منه.
أوراق الحظ الأثرية التي ترمز لشجرة التفاح التي أخرجت سيدنا آدم من الجنة، والتي هي بدأت اللعبة بها في الرواية، فكانت البداية لكل الآثام البشرية التي حدثت علي الأرض بدء من ( الكذب والتزييف كمراد في المحكمة وكذلك مواقف روان، السرقة كسرقة الأوراق الأثرية وسرقة نبيل لعثمان، القتل كما فعل نبيل وكما فعل بائع الحظ ، الخيانة كما فعلت روان، الشهوة في رغبة نبيل في نادية، الظلم في سجن بائع الحظ، الخداع كروان مع مراد وعادل، الطمع كزواج نبيل ن ابنة الوزير طمعًا في السلطة والمال ( فهو زواج المال من السلطة)،
-حسين صاحب الدور القصير نسبيا الذي يرمز به الكاتب لغواية إبليس لسيدنا آدم حيث أول من وجه مراد للأوراق الأثرية من خلال سرقتها لبيعها والتربح.
-نادية رمز بها الكاتب للخير والنقاء والتي استسلمت للقدر.
-روان التي يرمز بها الكاتب للخير إلي أن سلكت طريق الشيطان بالنهاية.
-عادل رمز به للشخص مزعزع العقيدة الذي يجرفه تيار الشيطان بغوايته.
-نبيل ومراد وبائع الحظ الثلاثة الجانب السيء فكلاهما كان يركل للآخر كرة الشر لتستمر المباراة.
_ السلبيات.
-الكشف المبكر عن هوية بائع الحظ.
_اقتباسات راقت لي.
📍أنا لست بحارًا ماهرًا كي أقذف بنفسي وسط الموج الهائج كي اصطاد، أنا أتركهم يصطادون ثم أخذ نصيبي،...........
📍حفرت اسمها علي تلك الشجرة كي تجد شاهدًا واحدًا منصفًا وعادلًا؛ فالشجر لا يشهد بالزور ولا يكذب مطلقًا، البشر فقط من اكتسبوا تلك الصفات.
📍ما الحياة إلا حظ، أنا أبيع الموت، أنا بائع المتضادين.
📍فالإنسان لا يحاسب سوي علي ما يفعل، أما تمنياته فهي شأن له وحده طالما لم تدخل حيز التنفيذ.
📍ففي الخيال نعيم إن تملكنا زمامه وفي الواقع هلاك إن انفرط منا عقده.
📍قمة الألم أن تطلب من شخص مبتور اليد أن يصافحك.
📍عزيزي...
أنا علي البر الآخر من النهر والقارب مثقوب بفعل فاعل، فلا تحاول العبور سابحًا.
📍ركاب أضخم السفن رغم عظمة البنيان وقوته، المظهر ليس ضمان كافي لسلامة الوصول، ضمير الصانع والظروف يتحكمان كل التحكم في مسيرة الإبحار، قد تعبر البحر في قارب ضئيل الحجم وقد تغرق علي متن سفينة عملاقة.
📍يعيشون في طيات الانتظار، أرحم وأهون من أن يعيشون علي يقين الموت.
📍 كل شيء ينهار في لحظة صدق، لحظات محتلة غاشمة تُقحم نفسها في السياق دون استئذان، تسبق كل شيء كي تنفلت وتخرج للحياة.
_بالتوفيق.