الإمبراطورية الأمريكية و الدولة الإسلامية
تأليف
زهير اليعكوبي
(تأليف)
مع صعود الإمبراطورية الأمريكية وتحولها إلى اللاعب الأكثر مركزية في إطار العلاقات الدولية، واتخذ منحى جد حادٍّ مع صعود "الدولة الإسلامية" التي باتت اليوم أكثر التنظيمات الدينية المتشددة والمقاتلة قوة وتأثيرًا. يتجلى هذا المنعرج في العودة عن الحرب العادلة من الطرفين وما ارتبط بها من مفاهيم غير تمييزية وقوانين ضابطة للسلوك الحربي لصالح الحرب العادلة من طرف واحد وما يرتبط بها من مفاهيم تفاضلية تمييزية، وما يستتبع ذلك من ارتخاء لقوة القواعد التي حددها القانون الدولي الإنساني.
لنؤكد في الأخير أنه بين المشروع الإمبراطوري الأمريكي والمشروع الداعشي اختلاف جوهري. فالأول يعيد بعث الحرب العادلة بمفاهيم معاصرةٍ وبقناعٍ جديدٍ، بينما الثاني يلقينا بشكل مباشر ومقلق داخل ظلمات القرون الوسطى، الأول يحملها إلينا بينما الثاني يحملنا إليها. اختلاف في الطريقة واللغة والأفق بيد أن النتيجة الأساسية واحدة: القضاء على أحد أهم التصورات التي استطاع الفكر الحقوقي الحديث بناءها من أجل تلطيف الحرب