اقتباسات من كتاب بين الظلمتين - 77 نافذة بين العالمين

تلك اللحظة التي نتخلص فيها

‫ من ارتباط قاتل بشيء أو بشخص أو بفكرة،

‫ هي لحظة انتصار ساحق وتحرر خالص،

‫ كأنها استعادة للحياة بعد موت.

في لحظة من لحظات المسير تبدو لنا حياتنا

‫ أشبه بفيلم قصير جدًّا، لم نُحْسِن الأداء فيه.

نحن لا نسعى إلى الكمال المطلق

‫ بقدر سعينا لنكون الجزء المُكَمِّل

‫ للصورة الناقصة لهذا العالم.

قد لا يحتاج ضجيجنا الداخلي

‫ أكثر من ضمة لروحنا المتعبة

طريق التلقي خاصة جدًّا،

‫ فردية جدًّا،

‫ شخصية جدًّا،

‫ بقدر ما يكون الإخلاص

‫ بقدر ما تكون الفتوحات.

الغربة الحقيقية ليست غربة أماكن،

‫ بل تلك اللحظة التي لا نعود فيها مُدركين

‫ الشخص الذي صرنا إليه…

نحن لا نفقد إيماننا بالأشياء

‫ بقدر ما نفقد إيماننا بأنفسنا وبقدرتنا على الفعل،

تلك الوحدة التي لطالما أرعبتنا في صغرنا،

‫ تصبح مع الوقت كأنها ملاذنا الآمن وطريقنا نحو أنفسنا.

رحلتنا في هذه الحياة ليست عبثية،

‫ كل طريق نمر منها

‫ وكل شخص نصادفه

‫ وكل حدث يمر بنا،

‫ هو جزء مهم جدًّا

‫ من الإنسان الذي نحن عليه.

حياتنا هي رحلة طويلة من التعلم،

‫ أَشَقُّها تعلم المغفرة…

‫ فمتى ما استطعنا أن نغفر لأنفسنا ونَرْأَف بها

‫ كنا أقدر على الصفح عمن حولنا،

وماذا لو فشلنا؟

‫ لا بأس…

‫ فالمحاولة من جديد دائمًا ممكنة.

‫ والمحاولة من جديد قد تعني ولادة جديدة.

الخوف يمنعنا الكثير،

‫ أهم ما يمنعنا إياه أن نعيش الحياة حقًا…

‫ إنه ليس أكثر من وهم نُزَكيه في أعماقنا

‫ حتى يسيطر علينا ويتملكنا،

الخذلان يجعلنا ندخل في دوامة لا نهائية من الاحتمالات والعتاب الصامت

‫ ويجعلنا نفقد الثقة في كل شيء حتى في أنفسنا!

هناك خيبات نعيشها وحدنا، لا يعلم عنها أحد شيئًا،

‫ كأنما هي سرنا الذي يشوش على أفراحنا،

‫ يظل متواريًا إلى أن تأتي خيبة أخرى لتأخذ بيده إلى السطح.

‫ كما لو أن الخيبات تطفو متجاورة يمسك يدها بيد بعض.

بقدر ما تكون شدة الارتطام بقدر ما يكون التعلم.

المسافات تصنع العلاقات الجيدة

‫ لأنها تجعلها تتنفس.

‫ الصداقة أن نحيا معًا بأرواح متآلفة

‫ لا تحول بينها المسافات، لكن بعقول مستقلة

‫ لا يملي أحدها على الآخر شيئًا.

الصداقة أن تمنح للآخر المساحة التي يحتاج

‫ وأن يمنحك مساحة مماثلة،

‫ إنها أن تقف حيث يجب

‫ لا حيث تريد

الصداقة في كثير من الأحيان تكون طوقَ نجاتنا،

‫ قد نفقد الثقة فيها أحيانًا،

‫ لكننا نظل متشبثين بها،

‫ لأننا نعلم في أعماقنا

‫ أنها لطالما كانت خلاصنا في الأوقات الحالكة.

الأحلام وقود المرء،

‫ الإيمان بها هو المحرك الذي يقودنا لجعلها حقيقة،

‫ الوصول إليها سبيلنا لليقين أن الإنسان لم يُخلق لينهزم.

أحلامنا تُولد كبيرة بقدر اتساع الأفق،

‫ ثم تشرع في الاِنكفاء على نفسها،

‫ كأنما تُربكها كثرة الانتظارات.