تكمن براعة الأدب في الكثير من الأحيان في تنوعة وإيجازة، وأن الكلمات التي يُمكن بها أن يبني الكاتب قصة أو يحكي رواية، هي ذاتها الكلمات التي يمكن أن يوجِزَ بها جُملة أو مجموعة جُمَل تكون أكثر كثافة وتعبيراً عن حال الكاتب أو مُراده الذي أراد إيصالة للقارئ.
بين الظُلمتين هو توثيق لرحلة حياة الإنسان، التي تبدأ بإيجادة بين ظُلمة الرحم مروراً بمراحل وصولة للحياة ومُعايشته فيها ودخولة أجواء مشاعرها المختلفة وأجواؤها المُضطربة ومناحيها المتعددة، ونهاية بحلولة في ظُلمة القبر، سُنّة الحياة التي تسري علي العالم أجمعين.
الجميل والممتع في الكتاب هو أن عباراته مُنتقاه وكأنها أحوال وليست مجرد توصيفات مُنمّقه يُراد بها تتابع مراحل حياة الإنسان، بل هي أحوال ووقائع تعلّم قائلها الكثير حتي يصيغها بهذه الطريقة اليسيرة المُحَقِقَة.
وكما أنّ الكلام فنّ من فنون التعبير والحكيّ فإن هناك لغة أخري أُضيفت في هذا الكتاب من لغات الحديث بالفنّ وهي الرسومات التي أتبعت كل مقولةٍ أو شاركت في جعل وصفها أليق بتوصيف الحال.
اقتباسات:-
❞ الصداقة أن تمنح للآخر المساحة التي يحتاج وأن يمنحك مساحة مماثلة، إنها أن تقف حيث يجب لا حيث تريد وأن نعرف معًا أن المسافات تصنع العلاقات الجيدة لأنها تجعلها تتنفس الصداقة أن نحيا معًا بأرواح متآلفة
لا تحول بينها المسافات، لكن بعقول مستقلة
لا يملي أحدها على الآخر شيئًا. ❝
❞ تلك اللحظة التي نقول فيها لأنفسنا إننا اكتفينا من كل شيء… من الركض والجري وراء الأشياء، من التفكير المستمر، من وضع الأهداف الكثيرة، من التعمق في كل شي فنبحث لأنفسنا عن فسحة نرْكُن فيها لأرواح شفافة وننسى العالم وما فيه لأننا بصحبة من يعيد تأثيث عالمنا…
ساعتها نعلم أنه الإعلان الصادق عن الصداقة. ❝
❞ تلك اللحظة التي نتخلص فيها
من ارتباط قاتل بشيء أو بشخص أو بفكرة،
هي لحظة انتصار ساحق وتحرر خالص،
كأنها استعادة للحياة بعد موت. ❝