مذكرات طبيب في فترة التكليف!
من منا لم يتسنى له قراءة كتب أحمد عاطف، طبيب العظام والذي تحول الجزء الأول من كتاباته وكان يحمل عنوان: بالطو وفانلة وتاب إلى مسلسل قصير يحمل عنوانًا أقصر اختزل فيه المضمون وقد حمل عنوان ( بالطو)
ليس وحده من يحتفظ بذكريات استحقت أن تكتب
وليس وحده من أراد إضاءة الأماكن المظلمة في رحلة تكليف الطبيب الحديث التخرج إلى القرى والنجوع ليخدم بها أهل تلك المناطق ومنها النائي.
فالكتاب الذي نحن بصدده اليوم هو لطبيب شاب يدعى يوسف مجدي، سكندري، حديث التخرج تم تكليفه بخدمة أهل إحدى قرى محافظة الأقصر!
يسرد الطبيب يوسف مجدي كيف آل مصيره كمدير وحدة الحبيل الطبية بالأقصر وهو لا يفقه في الإداريات شئ!
لم يكتف الكاتب بسرد مواقف هزلية تعرض لها أثناء فترة خدمته للقرية بل سرد مواقف أخرى تعرض لها في فترة نيابته كطبيب في قسم جراحة العظام بمستشفى القباري بالأسكندرية.
تظن الوضع اختلف كليًا!!
لا يا عزيزي، فقد اتضح أن قلة الوعي لا ترتبط بالمكان، جنوبًا كان أم شمالًا.
رغم ما تحمله المواقف من بسمات ودموع تتدفق مع الضحكات رغمًا عنك؛ لأن الحس الفكاهى الممزوج ببساطة المريض المصرى رغم الظروف الصحية والمادية والإقتصادية - سواء عن قصد أو بشكل عفوى- لا ينتهى.
سواء كان في أقصى قرى الصعيد أو في الإسكندرية ووجه بحري، لكن في طياتها تحمل كوميديا سوداء نحو مفهوم المريض واستهلاكه غير المقنن للمضادات الحيوية والمحاليل واستعمال الأدوية بغير حرص، عاملين بشعار ( أبو بلاش كتر منه) ما يهدد بصحتهم وصحة أبناءهم.
في النهاية أطلب من ربنا العون لكل الأطباء المغتربين في بداية حيواتهم في فترات التكليف وأنهم يحاولوا بالتدريج تصحيح مفاهيم الناس البسيطة.